الوقت المقدر للقراءة 3 دقيقة

صحة العاملين بالقطاع الصحي النفسية في زمن الكورونا

صحة العاملين بالقطاع الصحي النفسية في زمن الكورونا
عدد كلمات المقال: 631 كلمة

مقال مترجم عن ورقة بحثية لمجموعة من الدكاترة والأطباء النفسيين بقسم الطب النفسي، جامعة فروتسواف الطبية، فروتسواف ، بولندا

البحث الأصلي بعنوان: فيروس كورونا 2 المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (SARS-CoV-2) والصحة العقلية:  من الآليات البيولوجية إلى النتائج الاجتماعية

The SARS-CoV-2 and mental health: From biological mechanisms to social consequences

يعتبر العاملون بالقطاع الصحي، خاصة الذين سبق وتعرضوا لعدوى فيروس كوفيد-19، أكثر عرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بالأعراض النفسية المرضية التي تسببها هذه العدوى.  وتكون هذه الأعراض النفسية نتيجة وجودهم في وسط مرتبك، حيث كان عليهم أن يقرروا العمل بالموازاة مع الإحساس بالخوف الحقيقي من الإصابة ونقل الفيروس إلى أقربائهم (Xiang et al., 2020b).  وبالإضافة إلى هذه الأسباب فقد واجه العاملون في القطاع الصحي كذلك وضعًا غير مسبوق، حيث أُجبروا على اتخاذ قرارات صعبة بشأن كيفية توفير الرعاية لجميع المرضى المصابين بأمراض خطيرة في ظل النقص الحاد في الموارد، بالإضافة إلى كونهم يعملون تحت ضغوط شديدة.  مما قد يتسبب في إصابة البعض منهم بأعراض نفسية أو اضطرابات عقلية (Greenberg et al. ، 2020).

وقد أظهرت دراسة حديثة أجريت على الطاقم الطبي الصيني أن 22.4٪ منهم كانوا يعانون من اضطرابات معتدلة، بينما أظهرت نسبة 6.2٪ اضطرابات شديدة خلال فترة تفشي الجائحة. كما صرح عدد كبير من العاملين في القطاع الصحي أنهم طلبوا المشورة أو العلاج النفسي (Kang et al. ، 2020) (الجدول 3).  وكشفت دراسة استقصائية أجريت على 1257 عاملاً في المجال الطبي في ووهان (الصين) أن ما يقرب من 80 ٪ من المشاركين كانوا يشعرون بنوع من الضيق والكرب، ونصفهم ظهرت عليهم أعراض الاكتئاب، وأظهرت نسبة 44.6 ٪ أعراض اضطرابات القلق، بينما كان ثلثهم يعاني من الأرق. وكشف الممرضون والنساء والعاملون في القطاع الصحي ذوو الأقدمية والعاملون في مجال الرعاية الصحية خصوصا الذين يوجدون في الخطوط الأمامية والذين يعملون في بؤر تفشي الجائحة بشكل خاص عن أَضرار أكثر خطورة على صحتهم العقلية.

و بالإضافة إلى ذلك، فقد كان الأشخاص العاملون في الرعاية الصحية الذين كانوا على اتصال مباشر مع المرضى المصابين بفيروس كوفيد-19 أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق والأرق والشعور الضيق والكرب(Lai et al. ، 2020). وكشفت نتائج مماثلة لدراسة صينية أخرى أن الطاقم الطبي الذي كان على اتصال وثيق بالمرضى المصابين كانت لديهم درجات أعلى من الخوف والقلق والاكتئاب (Lu et al. ، 2020).  وأشارت سبع دراسات أخرى إلى شدة أعراض الاكتئاب والقلق بين المتخصصين في الرعاية الصحية الذين يعملون مع مرضى فيروس كوفيد-19، بنسبة تتراوح بين 8.9٪ -50٪ و 10٪ -45٪ على التوالي (Du et al.، 2020؛ Guo et al. . ، 2020 ؛ Liu et al.، 2020b؛ Tan et al.، 2020؛ Zhang et al.، 2020d؛ Zhang et al.، 2020e؛ Zhu et al.، 2020b).  وفي ذات السياق، كشفت بحوث أخرى عن ارتفاع معدل انتشار اضطرابات النوم في هذه المجموعة، والتي تتراوح من 33.9٪ إلى 45.5٪ (Qi et al.، 2020c؛ Zhang et al.، 2020f).  واستخدمت دراسة أخرى أجريت على الممرضات طريقة كولايزي الظاهراتية، التي تركز على العواطف والتجارب، وتظهر الأنماط المشتركة.

حيث أظهرت الدراسة أن المشاركات كُن يعانين من الإرهاق الشديد وعدم الشعور بالراحة والشعور بالعجز الناجم عن ظروف العمل، إلى جانب الخوف والقلق الناجم عن الخوف من إصابة الآخرين. وشملت أساليب التأقلم الذاتي الأكثر شيوعًا التكيف النفسي والحياتي، ودعم الفريق، والأعمال الإيثارية، والعقلنة.  ورغم ذلك، فقد عرفت شخصية ومشاعر مقدمي الرعاية الصحية المكلفين برعاية مرضى فيروس كوفيد-19 نموًا شخصيًا، بما في ذلك زيادة مشاعر المودة والامتنان والشعور بالمسؤولية المهنية والتأمل الذاتي (Sun et al. ، 2020).

وكشفت دراسة تحليلية حديثة لما يقارب 13 ورقة بحثية، بما في ذلك 33062 مشاركًا في المجموع، أنه خلال جائحة كوفيد-19، كانت أعراض القلق والاكتئاب والأرق موجودة في 23.2٪ و 22.8٪ و 38.9٪ من العاملين في مجال الرعاية الصحية على التوالي (Pappa et al. ، 2020).

ولحسن الحظ فقد كانت بعض التدخلات مفيدة للمهنيين الطبيين الذين ظهرت عليهم أعراض اضطرابات نفسية.  حيث كشفت إحدى الدراسات أن الدعم الاجتماعي للطاقم الطبي يحسن الكفاءة الذاتية وجودة النوم، كما يقلل من مستوى اضطرابات القلق والتوتر (Xiao et al.، 2020b).

للاطلاع على الورقة البحثية كاملة: https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0278584620303626

ناصر جبوجا المير

مترجم مغربي، خبرة تتجاوز عشر سنوات في مجال العمل الحر في الترجمة. حيث بدأت مساري طالبا للغات والترجمة، فحصلت على درجة الباكالوريوس في اللسانيات الإنجليزية(2014)، وأيضا باكالوريوس جامعي متخصص في الترجمة متعددة اللغات ( 2015)، بالإضافة إلى ماجستير متخصص في دراسات الترجمة والترجمة المتخصصة وتكنولوجياتها (2018). وماجستير في تخصص الترجمة المتخصصة في التواصل والتجارة الدولية في إسبانيا (2020)، وحاليا أحضر لشهادة الدكتوراه في مجال الترجمة المتخصصة بجامعة فيغو الإسبانية. اشتغلت خلال مساري المهني، وما زلت، مع مجموعة من الأفراد والشركات وكذا وكالات الأنباء مترجما مستقلا للنصوص ومقاطع الفيديو، خاصة العلمية منها والطبية.