الوقت المقدر للقراءة 3 دقيقة

زيادة حالات القلق والاكتئاب على الصعيد العالمي

زيادة حالات القلق والاكتئاب على الصعيد العالمي
عدد كلمات المقال: 644 كلمة

أصبح واضحًا بعد انتهاء عام 2020 العبء غير المتكافئ على الصحة العقلية للنساء والشباب.حيث شكل الكوفيد تهديدًا للجسد – والعقل – لكافة الناس على هذا الكوكب.

على من الرغم ذلك، لم يكن هناك فحص دقيق حتى الآن للخسائر النفسية للوباء على أساس عالمي. من الصعب تحديد الزيادة في حالات الاكتئاب والقلق بسبب نقص البيانات. لا توجد أرقام جيدة للعديد من البلدان وحتى قارات بأكملها مثل (إفريقيا وأمريكا الجنوبية).

على الرغم من وجود ثغرات في البيانات، إلا أن فريقًا مقره جامعة كوينزلاند في أستراليا قام بعمل تقدير إحصائي لعام 2020. كتب الباحثون في مجلة لانسيت: “هذه الدراسة هي الأولى التي اختصت بتحديد مدى انتشار الاكتئاب واضطرابات القلق حسب العمر والجنس والموقع على مستوى العالم والأعباء المترتبة على ذلك”.  

كانت الأرقام الصادرة عن الدراسة صادمة. تشير التقديرات إلى أن حالات اضطرابات الاكتئاب والقلق في العام الماضي قد زادت أكثر من الربع – وهي زيادة كبيرة بشكل غير عادي.

حيث كان المتوقع حدوث 193 مليون حالة اضطراب اكتئابي شديد في جميع أنحاء العالم وذلك قبل حدوث الوباء، حسب تقدير النموذج الذي استخدمه الباحثون، في حين أن ما يقدر بنحو 246 مليون حالة حدثت بالفعل منذ انتشار وباء الكوفيد، بزيادة قدرها 28 في المائة، أو 53 مليون حالة مضافة. أما بالنسبة لاضطرابات القلق، كان من المتوقع أن يبلغ عدد الحالات 298 مليون حالة، ولكن كان هناك 374 مليون حالة فعلية – بزيادة قدرها 26 بالمائة، مما يمثل 76 مليون حالة إضافية.

عادة ما تظل الأرقام الخاصة بالاكتئاب والقلق مستقرة من عام إلى آخر. صرح داميان سانتوماورو، المؤلف الرئيسي، مركز أبحاث الصحة العقلية، كلية الصحة العامة بجامعة كوينزلاند أنه لا يمكن اعتبار مثل هذه التقلبات الحادة على أنها تقلبات روتينية؛ “هذا بالتأكيد بمثابة صدمة للنظام مما اعتدنا على رؤيته عندما يتعلق الأمر بانتشار هذه الاضطرابات”.

https://i0.wp.com/static.scientificamerican.com/sciam/assets/Image/2021/Insert%20inline%20image.jpg?w=640&ssl=1

وتضررت النساء والشباب بشكل خاص. سجل الباحثون ما يقرب من 52 مليون حالة من حالات القلق المضافة خلال عام الكوفيد الأول بين النساء، مقارنة بـ 24 مليون حالة للرجال. على الرغم من أن الكوفيد تسبب في المزيد من الوفيات والأمراض الخطيرة بين كبار السن، إلا أن الشباب هم الذين واجهوا أكبر أعباء الاكتئاب والقلق. الفئة ذات العبء الأكبر – الفئة العمرية من 20 إلى 24 عامًا – لديها ما يقدر بـ 1118 حالة اكتئاب مضافة لكل 100.000 شخص، و1331 حالة قلق أكثر لكل 100.000 شخص.

تقول أليز فيراري، إحدى باحثي جامعة كوينزلاند: “نأمل أن تشجع هذه النتائج المزيد من الحوار من قبل صانعي السياسات والحكومات والباحثين والأشخاص الذين يفكرون في تخصيص الموارد والتخطيط لاستجابات الصحة العقلية”.

نجح فريق الجامعة في عمل تقدير للمستويات العالمية لاضطرابات الاكتئاب والقلق من خلال تعويض البيانات التي كانت مفقودة. لقد فعلوا ذلك من خلال الاعتماد على بيانات أخرى جمعت من 48 دراسة أجريت في أوروبا الغربية وأجزاء من أمريكا الشمالية وأستراليا ومناطق أخرى كان لديها بالفعل أرقام تتعلق بالصحة العقلية. كانوا قادرين على ربط بيانات الاكتئاب والقلق إحصائيًا بـ “مؤشرات تأثير الكوفيد”، ومعدلات الإصابة حسب البلد والمؤشرات التي تتبع تحركات السكان المتضائلة لـ 204 دولة. يمكن بعد ذلك استخدام تلك العلاقة الإحصائية بين مؤشرات التأثير وبيانات الصحة العقلية التحليلية التابعة لأمريكا الشمالية ومناطق أخرى، لاستقراء التقديرات المفقودة لاضطرابات الاكتئاب والقلق للعديد من البلدان التي تفتقر إلى تلك البيانات. كل ما كان مطلوبًا لإجراء الحسابات هو مؤشرات التأثير الموجودة في كل دولة تقريبًا. 

وأشاد ماكسيم تاكيت، الزميل الأكاديمي السريري في قسم الطب النفسي بجامعة أكسفورد، غير المشارك في الدراسة، بالجهود باعتبارها أول نظرة ثاقبة للتأثير العالمي للوباء على الصحة العقلية. كما يقول إن الدراسة تشير أيضًا إلى الحاجة الملحة لإحصاءات الاكتئاب والقلق من البلدان التي لا يمكن إجراء تقديرات لها إلا من خلال الاستقراء الإحصائي، “نحن بحاجة إلى توخي الحذر الشديد عند تفسير نتائج هذه الدراسة لأنه ليس لدينا أي بيانات في مناطق كبيرة من العالم”، وأضاف قائلًا: ستستمر الدراسة حتى ينتهي الوباء.

دُمجت البيانات مع دراسة العبء العالمي الأكبر للمرض، التي يقودها معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) في جامعة واشنطن. هذه الأرقام ستكون بالتأكيد مفيدة. من المؤكد أن عواقب الصحة العقلية للكوفيد ستستمر لفترة طويلة حتى أي إعلان رسمي بأن الوباء قد اقترب من نهايته.

مترجم عن:

https://www.scientificamerican.com/article/pandemic-year-1-saw-a-dramatic-global-rise-in-anxiety-and-depression/

نهلة سلام

صيدلانية خريجة كلية الصيدلة جامعة المنصورة-مصر 2009، حاصلة على البورد الأمريكي في العلاج الدوائي.