الوقت المقدر للقراءة 3 دقيقة

دراسةٌ تكشف: ثمة اختلاف في أسباب تصلب المفاصل بين كبار السن و البالغين الأصغر سنًا (الشباب) ..

دراسةٌ تكشف: ثمة اختلاف في أسباب تصلب المفاصل بين كبار السن و البالغين الأصغر سنًا (الشباب) ..
عدد كلمات المقال: 677 كلمة

اكتشف العلماء أن تصلب الأعصاب يؤثر على مرونة الكاحل لدى كبار السن ولكن ليس لدى البالغين الأصغر سنًا.

مع التقدم في العمر، تصبح المفاصل أقل مرونة، مما يتسبب في مشاكل في التوازن تُقلل من مؤشرات جودة الحياة. كشف كل من الدكتور كوسوكي هيراتا والسيد ريوسوكي ياماديرا والبروفيسور ريوتا أكاجي من معهد شيبورا للتكنولوجيا عن ارتباط تصلب العضلات بنطاق حركة الكاحل وليس الأعصاب، في حين يرتبط تصلب الأعصاب فقط بنطاق حركة الكاحل بين كبار السن. بمعنى آخر، تصبح الأنسجة غير العضلية أكثر أهميةً لمرونة المفاصل مع تقدم العمر.

إنَّ حياتنا وأجسادنا ديناميكية الفِعْل. من المحتمل أن تكون الحالة الجسدية لشخص ما في العشرينيات من العمر مختلفة تمامًا عن حالة شخص آخر في الخمسينيات من عمره. بطبيعة الحال، يجب أيضًا توجيه الرعاية الصحية بشكل مختلف حسب الفئات العُمُرية المختلفة. يكون كبار السن أكثرَ عرضةً للسقوط وإيذاء أنفسهم، لأن مفاصلهم أقل مرونة من الشباب. وللحد من حدوث هذه المخاطر ولتحسين نوعية الحياة بين كبار السن، فمن المهم وضع أو تطوير تدابير لتحسين القدرات البدنية.

ومع ذلك ، فإن القيام بذلك يتطلب فهمًا أفضل للعوامل التي تؤثر على مرونة المفصل، أو نطاق حركته. في الأفراد الأصغر سنًا، تشير الأبحاث الطويلة الأمد إلى أن تصلب العضلات الهيكلية هو السمة الرئيسية التي تؤثر على نطاق حركة المفصل فقط. لكن العضلات تتقلص بشكل طبيعي في الحجم (في عملية تسمى الضمور) مع التقدم في العمر، ويميل كبار السن إلى أن تكون عضلاتهم أقل تيبسًا من عضلات الشباب. يوضح هذا أنَّ العلاقة بين تصلب العضلات ونطاق حركة المفصل ليست وطيدة أو واضحة في كبار السن. ومِنْ ثَمَّ، ماذا يمكن أن يكون السبب؟

لمعرفة ذلك ، قام الدكتور كوسوكي هيراتا والسيد ريوسوكي ياماديرا والبروفيسور ريوتا أكاجي ، فريق الباحثين من معهد شيبورا للتكنولوجيا في مدينة سايتاما في اليابان، بقياس نطاق حركة الكاحل في مجموعة من الشباب (متوسط أعمارهم حوالي 20 عامًا) وكبار السن (متوسط أعمارهم حوالي 70 عامًا). في هذه الدراسة الجديدة، طلبوا في البداية من المشاركين بالاستلقاء أولاً، ثم تدوير كواحلهم والإبلاغ عند شعورهم بالألم؛ لقد كانتْ زاوية الدوران التي يمكن للمشاركين التحرك فيها دون الشعور بالألم هي نطاق حركة المفصل. حدد الباحثون أيضًا تصلب الأنسجة باستخدام مُتغَيِّر يُدعى “سُرعة مَوجات القَص”، والذي تم قياسه بالموجات فوق الصوتية. لقد حدث التصلب لعدة عضلات في الربلة (السِّمانة)، العصب الوركي (العصب الرئيسي للساق)، واللفافة العميقة (النسيج الضام).

خالج الباحثون ثلاث فرضيات رئيسية. أولاً: اعتقدوا أنَّ نطاق حركة الكاحل ربما كان مرتبطًا بتصلب العضلات لدى الشباب وليس كبار السن. ثانيًا: قد يرتبط نطاق حركة الكاحل بتصلب الأعصاب واللفافة لدى كل من الشباب وكبار السن. ثالثًا: يمكن أن يكون للفئتين العُمُريتين مستويات مختلفة من تصلب الأنسجة.

لم تتوافر العديد من الدراسات التي راقبت العلاقة بين تصلب الأنسجة غير العضلية ونطاق حركة الكاحل فقط، وما إذا كان هناك فرقًا في العمر، لذلك كان هدفنا تقديم بعض الإجابات الواضحة على هذه الأسئلة “

د. كوسوكي هيراتا، معهد شيبورا للتكنولوجيا

لقد أظهرت نتائج تجاربهم، أنه مع انخفاض تصلب العضلات، زاد نطاق حركة الكاحل فقط في المُشاركين الشباب. ومع ذلك، لم يتم ملاحظة هذا الارتباط في المشاركين المُسنين. زاد نطاق حركة الكاحل أيضًا مع انخفاض تصلب الأعصاب، ولكن فقط في المشاركين المُسنين. لم يكن تصلُب اللفافة مرتبطًا بنطاق حركة الكاحل في أيٍّ من الفئتين العُمُريتين. بشكلٍ عام، يبدو أنَّ الأنسجة غير العضلية ، وخاصة الأعصاب،  تساهم بشكلٍ أكبر في مرونة المفاصل مع تقدم الأفراد في العمر.

يشعر البروفيسور أكاجي بالتفاؤل بشأن النتائج التي توصلوا إليها: “لم يتم دعم كل فرضياتنا — على سبيل المثال، لم نجد ارتباطًا بين تصلب اللفافة  ونطاق حركة الكاحل — النتيجة الرئيسية هنا هي وجود اختلاف في العوامل الأساسية التي تؤثر على مرونة المفاصل بين الشباب وكبار السن “.

تفتح هذه النتائج المجال للعديد من المناقشات المُتأخرة. قد تكون الرعاية الطبية الحالية متحيزة تجاه الأشخاص الأصغر سناً والأكثر صحة، وتُركز التمارين والعلاج الحالي لتحسين المرونة على العضلات، والتي لن تكون فعالة بالنسبة لكبار السن. يمكن أن تحفز هذه الدراسة تطوير أساليب تدريب جديدة خاصة بكبار السن لتحسين المرونة ، مع التركيز على استهداف حزم الأعصاب واستنفارها، مما يساعد على تحسين صحة الأفراد المُسنين. بناءً على هذه النتائج، وفي المستقبل القريب، يمكن أيضًا استبدال أساليب التدريب الحالية بأخرى أكثر فعالية.

وأخيرًا، فالحياة لن تتوقف في الثلاثينيات من العمر. فأهداف الرعاية الصحية أبعد بكثير.

** رابط المقال الأصلي: https://www.news-medical.net/news/20201125/Causes-of-joint-stiffness-differ-between-older-and-younger-adults-study-shows.aspx

سعد شبير

خريج كلية الصيدلة - جامعة الأزهر/ غزة سنة 2006، مارس العمل في عدة صيدليات خاصة، ثم اتجه إلى ممارسة الترجمة الطبية والعلمية، تعاون مع عدة مراكز ودور نشر وشركات للترجمة.