الوقت المقدر للقراءة 3 دقيقة

دِرَاسَة: لَقَـاحـاتُ (COVID-19) آمِنة لمَرضَى دَاء الأمْعَـاء الالتِهَـابي

دِرَاسَة: لَقَـاحـاتُ (COVID-19) آمِنة لمَرضَى دَاء الأمْعَـاء الالتِهَـابي
عدد كلمات المقال: 786 كلمة

لا يبدو أنَّ المرضى الذين يعانون من أمراض الأمعاء الالتهابية (IBD) لديهم مخاطر مُتزايدة من الآثار الجانبية للقاحات فايزر (Pfizer) أو موديرنا(Moderna) ، وفقًا لدراسة حديثة من مركز سيدرز سايناى ((Cedars-Sinai نُشرت على شبكة الإنترنت، وستُنْشر لاحقًا في المجلة الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي. في الواقع، فإنَّ المرضى الذين يتلقون علاجات مُتقدمة مُعَّدِلَة لجهاز المناعة قد يعانون منها في كثير من الأحيان بشكلٍ أقل من عامة الناس.

تُعَّد أمراض الأمعاء الالتهابية، بما في ذلك مرض كرون والتهاب القولون التَقَّرُحي، حالات مزمنة تحدث عندما يصبح الجهاز المناعي المعوي مُفرط النشاط، مما يسبب الإسهال المزمن وأعراض الجهاز الهضمي الأخرى. في دراسةٍ مَسْحيةٍ (ميدانية) نُشرت في بداية توزيع لقاح (COVID-19)، أبلغ 70٪ من مرضى التهاب الأمعاء عن قلقهم بشأن الآثار الجانبية للقاحات.

“ما اكتشفناه هو أنه إذا كُنتَ مُصابًا بمرض التهاب الأمعاء، فإن الآثار الجانبية التي من المُحتمل أن تتعرض لها بعد تناول اللقاح لا تختلف عما قد تكون عليه لأي شخص آخر. إذا كنتَ تُعالج بعلاجات متقدمة مثل الأدوية البيولوجية، فقد تكون هذه الآثار الجانبية أكثر اعتدالاً (أخَّف). لذا، لا تدع ذلك سببًا لعدم تلقيك للتطعيم “.

جيل ميلمِد، بكالوريوس طب، المؤلف المُراسِل (**هو الشخص المسؤول عن التواصل مع المجلة في فترة تقديم الورقة البحثية ومراجعتها وعملية النشر) ومدير الأبحاث السريرية لمرض التهاب الأمعاء في مركز أبحاث سيدرز سايناى.

تقييم الآثار الجانبية بعد إعطاء اللقاح

تم استبعاد المرضى الذين يُعانون من مرض التهاب الأمعاء وغيرها من الحالات المرتبطة بالمناعة الذين يتناولون العلاجات البيولوجية من تجارب لقاح (COVID-19)، لذلك قام ميلمد وزملاؤه الباحثون بتقييم الآثار الجانبية بعد إعطاء التطعيم في 246 مريضًا بالغًا من مرض التهاب الأمعاء في السجل الوطني للقاح (COVID-19) الذي يستخدمه المحققون في مركز سيدرز سايناى.

هؤلاء المرضى، مثلهم مثل عامة الناس، غالبًا ما أبلغوا عن حدوث ألم وتورم في موقع الحقن، متبوعًا بحدوث التعب والصداع والدوخة والحُمَّى والقشعريرة وأعراض الجهاز الهضمي. كانت معظم الآثار الجانبية خفيفة واستمرت بضعة أيام فقط.

أبلغ عددٌ قليلٌ جدًا من مرضى أمراض الأمعاء الالتهابية عن آثار جانبية خطيرة – أكثرها شيوعًا التعب والحُمَّى والصداع. وأفاد اثنان فقط بالشعور بأعراض معوية حادة من جُملة 246 مريضًا الذين تمت عليهم الدراسة.

أعرب العديد من مرضى داء الأمعاء الالتهابي عن قلقهم من أنَّ التطعيم قد يتسبب في “احتدام” أو تفاقم حالتهم. ما يزال البحث جاريًا لمعرفة ما إذا كانت أعراض الجهاز الهضمي بعد التطعيم ناتجة عن تفاقم الحالة أو مجرد رد فعل لتلقي اللقاح. ومع ذلك، أكد ميلمِد أنَّ الغالبية العُظمى من أعراض الجهاز الهضمي المُبَّلَغ عنها كانت قصيرة الأمد وتحَسَّنتْ من تلقاء نفسها.

عُولِجَ حوالي 80 ٪ من المرضى في الدراسة بعلاجات متطورة تُثَّبِط (تُقَّلِل) الاستجابة المناعية للجسم بطريقة مُسْتهدَفة، بما في ذلك العديد من العلاجات البيولوجية ومُثَّبِطات إنزيم جانوس كيناز Janus kinase (JAK). وقال ميلمد إن هذا التثبيط للجهاز المناعي قد يفسر جزئياً انخفاض عدد الآثار الجانبية قليلاً التي أبلغ عنها هؤلاء المرضى.

وأضاف ميلمد “إنَّ الكثير من هذه الأحداث الضائرة قد يكون في الواقع بسبب تفاعل الجهاز المناعي مع اللقاح”. “لذلك، من المحتمل ألا يكون لديك رد فعل قوي تجاه اللقاح إذا كُنتَ تتناول أدوية تُعَّدِل أجزاء من جهاز المناعة لديك.”

إنَّ المرضى الذين يُعانون من أنواعٍ أخرى من الحالات المُرتبطة بالمناعة والذين يتلقون هذه العلاجات من المحتمل أيضًا أن يتعرضوا لآثارٍ جانبية أقل.

وقال ديرموت ماكْجُفِرْن، بكالوريوس في الطب، وحائز على درجة الدكتوراة، ومؤلف مُشارك في الدراسة ومدير الأبحاث الانتقالية (** وتُعَّرَف على أنها الخطوات البحثية التي تُترجم الاكتشافات الطبية وتنقلها من المختبرات إلى سرير المريض؛ أي تطبيق ما ينتج عن البحوث الطبية الأساسية لعلاج الأمراض التي تُصيب البشر أو الوقاية منها)، في معهد أبحاث الأمعاء الالتهابية والبيولوجيا المناعية، وجوشوا ل. وليزا ز. جرير مديرة وأستاذة وراثيات مرض التهاب الأمعاء في مركز سيدرز سايناى ” نعتقد أنَّ نتائجنا ستكون قابلةً للتطبيق على المرضى الذين يعانون من أمراض التهابية أخرى مُتَواسَطة مناعيًا، حيث تُستخدم هذه الأدوية على نطاقٍ واسعٍ في الأمراض الجلدية وأمراض الأعصاب وأمراض الروماتزم وغيرها من الاختصاصات. وأضافوا “سنعمل مع زملائنا في علم الأورام لفهم آثار اللقاح على الأشخاص الذين يتلقون علاجًا للسرطان، وكذلك مع شركائنا في دراسة العاملين في مجال الرعاية الصحية لفهم ما إذا كانت هناك اختلافات في النتائج من تناول اللقاح قد تتأثر جرَّاء الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية “.

التوسع في الدراسة

وفي الوقت نفسه، يتم تمديد الدراسة الحالية لمرضى أمراض الأمعاء الالتهابية لمدة 5 سنوات لمساعدة الباحثين على تحديد ما إذا كانوا يتلقون حمايةً أقل من لقاحات (COVID-19) – بسبب التعديل الحادث على أجهزتهم المناعية الناجم عن تناول الأدوية المُستخدمَة في مُعالجة مرض التهاب الأمعاء.

وقالت سوزان تشينج، المؤلفة المُشاركة في الدراسة، الحائزة على بكالوريوس في الطب ومديرة أبحاث الصحة العامة، وإريكا جليزر مديرة صحة القلب والأوعية الدموية للمرأة وعلوم السكان في مركز سيدرز سايناى:”ما لا نعرفه حتى الآن هو ما إذا كانت هذه اللقاحات تُشَّكِل مناعةً دائمةً ضد (COVID-19) في المرضى الذين يعانون من الأمراض المُتَواسَطة مناعيًا” وأضافتا: “اكتشاف هذه المعلومات الهامة للغاية هو الخطوة التالية لفريق البحث لدينا.”

** إضافات وُضعَت بمعرفة المُترجم لإيضاح المعلومة.

*** رابط المقال الأصلي: https://www.news-medical.net/news/20210609/Study-(COVID-19)-vaccines-safe-for-IBD-patients.aspx

سعد شبير

خريج كلية الصيدلة - جامعة الأزهر/ غزة سنة 2006، مارس العمل في عدة صيدليات خاصة، ثم اتجه إلى ممارسة الترجمة الطبية والعلمية، تعاون مع عدة مراكز ودور نشر وشركات للترجمة.