الوقت المقدر للقراءة 2 دقيقة

دراسة: ارتباط قياسات البدانة (السُمنة) بزيادة المخاطر للإصابة بعشرة أنواع من السرطانات

دراسة: ارتباط قياسات البدانة (السُمنة) بزيادة المخاطر للإصابة بعشرة أنواع من السرطانات
عدد كلمات المقال: 598 كلمة

تزيد البدانة من خطر الإصابة بعشرةٍ من أكثر أنواع السرطان شيوعًا، بغض النظر عن كيفية قياسها، وفقًا لدراسة أجريت على أكثر من 400.000 بالغ في المملكة المتحدة، تم تقديمها في المؤتمر الأوروبي للسمنة (ECO) الذي عُقد عبر الإنترنت هذا العام، سواء مع وجودٍ للسمنة المركزية (خصر ووركين أكبر) والبدانة العامة (مؤشر كتلة الجسم [BMI]) ونسبة الدهون في الجسم المرتبطة بتقديرات مماثلة لخطر الإصابة بالسرطان.

تشير النتائج إلى أن مؤشر كتلة الجسم هو مقياس مناسب لمخاطر الإصابة بالسرطان من الوزن الزائد، ولا توجد ميزة في استخدام مقاييس أكثر تعقيدًا أو تكلفة مثل محيط الخصر أو نسبة الدهون في الجسم.

من المعروف أن زيادة الوزن أو البدانة مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان والوفاة المبكرة. ومع ذلك، فإن معظم الأدلة تستند إلى مؤشر كتلة الجسم، ولا يُعرف سوى القليل عن العلاقة بين السرطان وعلامات البدانة الأخرى (مثل البدانة المركزية ودهون الجسم).

وباستخدام بيانات من دراسة أترابية (**على مجموعة مُحددة مُغلقة**) استباقية (**مُحتملة**)  يجريها البنك الحيوي في المملكة المتحدة، حدد باحثون من جامعة جلاسكو ما مجموعه 437.393 بالغ (54٪ نساء؛ متوسط ​​العمر 56 عامًا) لم يُصابوا بالسرطان قبل ذلك، للاستقصاء والتحري عن خطر الإصابة بالسرطان والوفاة من 24 نوعًا من أنواع السرطان وفقًا لستة مؤشرات من مؤشرات البدانة: مؤشر كتلة الجسم، ونسبة الدهون في الجسم، ونسبة الخصر إلى الورك، ونسبة الخصر إلى الطول، ومحيط الخصر والورك.

عُدَّلَتْ النتائج حسب العمر والجنس والعِرْق والحرمان والتعليم والتدخين واستهلاك الكحول وتناول الفاكهة والخضروات واللحوم الحمراء والمُعَالَجَة والأسماك الزيتية والنشاط البدني والسلوكيات المستقرة ( ** السلوك المستقر هو أي سلوك أثناء الاستيقاظ يتميز باستهلاك طاقة ≤1.5 مكافئات استقلابية (أيضية) (Metabolic equivalents)، أثناء الجلوس أو الاستلقاء. بشكل عام، هذا يعني أنه في أي وقت يجلس فيه الشخص أو يستلقي، فإنه ينخرط في سلوك مستقر، تشمل السلوكيات المستقرة الشائعة مشاهدة التلفزيون ولعب ألعاب الفيديو واستخدام الكمبيوتر (يُطلق عليه “وقت الشاشة”) وقيادة السيارات والقراءة **). وبعد متابعةٍ امتدت 9 سنوات في المتوسط​​، كان هناك 47.882 حالة إصابة بالسرطان، 11.265 حالة وفاة بالسرطان.

واكتشف الباحثون أن جميع قياسات البدانة الستة كانت مرتبطة بشكل إيجابي ومُماثل مع ارتفاع خطر الإصابة بعشرة سرطانات. فعلى سبيل المثال، ارتبطت كل زيادة قدرها 4.2 كجم / م 2 (للرجال) و 5.1 كجم / م 2 (للنساء) في مؤشر كتلة الجسم فوق 25 كجم / م 2 (يُعرَّف على أنها وزن مُفرط أو زائد) بزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة (زيادة بنسبة 35٪) والمرارة (33٪)، الكبد (27٪)، الكُلى (26٪)، البنكرياس (12٪)، المثانة (9٪)، القولون والمستقيم (10٪) ، بطانة الرحم (73٪)، الرحم (68٪)، سرطان الثدي بعد سن اليأس ( 8٪)، وإجمالي السرطانات الأخرى (3٪).

بناءً على تلك النتائج، يقدر الباحثون أنه إذا كانت هذه الارتباطات سببية، فإن زيادة الوزن أو البدانة يمكن أن تكون مسؤولة عن حوالي 40٪ من سرطانات بطانة الرحم والرحم، و 29٪ من سرطانات المرارة. ويمكن أن تمثل ما نسبته 64٪ و 46٪ و 40٪ من الوفيات الناجمة عن هذه السرطانات على التوالي.

ʼʼ لاحظنا وجود ارتباطٍ خطيٍّ – فكلما كانت البدانة أكثر وخامة (شدة)، زادت مخاطر الإصابة بهذه السرطانات والوفاة الناجمة عنها، باستثناء سرطان الثدي بعد سن اليأس. لكن كان هناك تباينٌ كبيرٌ في تأثيرات البدانة على أنواع السرطان المختلفة. يؤكد هذا على أن البدانة يجب أن تؤثر على مخاطر الإصابة بالسرطان من خلال عددٍ مختلفٍ من الكيفيات، اعتمادًا على نوع السرطان”.

الدكتور كارلوس سيليس موراليس، رئيس فريق عمل الدراسة، جامعة جلاسكو، المملكة المتحدة

يُذكر أنَّ هذه دراسة قائمة على الملاحظة، لذا لا يمكن تحديد السبب، ويقول الباحثون أنهم لا يستطيعون استبعاد احتمال أنْ تكون العوامل الأخرى غير المُقاسة (الخلط أو الالتباس المُتبقي) قد أثرت على النتائج. كما لاحظوا أن الدراسة ليست عَيِّنةً تمثيليةً للسُكان البالغين في المملكة المتحدة أيضًا، لذلك قد لا تكون النتائج قابلةً للتعميم على عموم السكان.

** إضافات وُضعَتْ بمعرفة المترجم للتوضيح.

*** المقال الأصلي: https://www.news-medical.net/news/20210510/Obesity-measures-are-associated-with-higher-risk-for-10-cancers.aspx

سعد شبير

خريج كلية الصيدلة - جامعة الأزهر/ غزة سنة 2006، مارس العمل في عدة صيدليات خاصة، ثم اتجه إلى ممارسة الترجمة الطبية والعلمية، تعاون مع عدة مراكز ودور نشر وشركات للترجمة.