الوقت المقدر للقراءة 2 دقيقة

اكتشاف “كعب أخيل” في البكتيريا المعويّة يمكن أن يقود إلى علاجات مُستَهدِفة لمرض كرون

اكتشاف “كعب أخيل” في  البكتيريا المعويّة يمكن أن يقود إلى علاجات مُستَهدِفة لمرض كرون
عدد كلمات المقال: 594 كلمة

 06 فبراير 2021   مراجعة لإيميل هندرسون

إنّ اكتشاف ” كعب أخيل” في نوع من البكتيريا المعويّة التي تُحدث التهاب الأمعاء لدى المصابين بمرض كرون من شأنه أن يقود إلى علاجات أكثر استهدافا لمرض يصعب علاجه, حسب باحثين من كلية كورنل للطبّ و نيورك-الشيخوخة.

في دراسة نُشرت يوم 03 فبراير 2021 في” الخليّة المضيفة و الجرثومة , Cell host and Microbe ” بيّن الباحثون بأنّ المصابين بمرض كرون لديهم فرط في نوع من البكتيريا المعويّة تسمّى إيشيريشيا كولاي الملتصقة الغازية(AIEC)التي تزيد من الالتهاب المعوي.

كشفت تجاربهم بأنّ المستقلب الذي تُنتجه البكتيريا يتفاعل مع خلايا النّظام المناعي في مُخاط الأمعاء و يتداخل مع هذه العملية إمّا بخفض تموين غذاء البكتيريا أو بالقضاء على إنزيم مفتاح في العملية قد خفّض من الالتهاب عند نموذج الفأر لمرض كرون .

” كشفت الدراسة عن نقطة ضعف يمكن استهدافها علاجيا” كما صرّح به صاحب الدراسة الدكتور راندي لونڤمان, أستاذ معتمد في الطبّ بقسم الأمراض المعوية و علم الأمراض لدى كليّة كورنيل للطب و نيورك-للشيخوخة و كليّة الطب المركزية.

و لإيجاد” كعب أخيل” هذا فإنّ الدكتور لونڤمان و زملائه منهم الدكاترة ألان شيرل و شون جون ڤو من كليّة كورنل للطبّ و الدكتور المساعد ڤريتش ديهل بميموريال سلونكترينغ و الدكتور كينثسيمبسون بالحرم الجامعي كورنل إيثاكا, استهدفوا عمليّة تستعملها البكتيريا المعوية (AIEC) لتحويل الناتج الثانوي لتخمّر السّكر في الأمعاء من أجل نموّها.

و بالتحديد فإنّ البكتيريا المعويّة (AIEC) تستعمل 1,2-بروبانيديول, ناتج ثانوي لهدم نوع من السكر يعرف تحت اسم فيكوس الموجود في مخاط الأمعاء ,عندما تحوّل البكتيريا المعوية 1,2(AIEC)-بروبانديول ينتج البروبيونات. أثبثت الدّراسة أنّه يتفاعل مع نوع من خلايا النظام المناعي : الخلايا المبتلعة أُحاديّة النّواة الموجودة أيظا في المخاط المعوي ممّا يسبّب التهابا متواصلا.

و بعد ذلك طوّروا بكتيريا (AIEC) معدّلة وراثيا لا تمتلك إنزيما مفتاحا في عملية تسمّى أنزيم بروبانديول المجفّف, فمن دون هذا الأخير لا تستطيع البكتيريا إحداث التهابا متواصلا في نموذج الفأر لمرض كرون. و تقلّل التموين المتوفّر من الفيكوس في أمعاء الحيوان و تُخفّف من الالتهاب أيضا.

إنّ تغيير طريقة الاستقلاب في نوع واحد من البكتيريا يمكن أن يكون لها أثرا بالغا على الالتهاب المعوي.

الدكتورة مونيكا فيلادوميو مساعدة لصاحب الدراسة.

الدكتورة مونيكا فيلادوميو هي زميلة ما بعد الدكتوراه في الطب بقسم الأمراض المعوية و الأمراض و بمركز جيل روبارتس للأبحاث حول الأمراض الالتهابية للأمعاء بكليّة كونيل للطب و مايكا دكتوراة من المدرسة العليا للطب و مختبر لونڤمان و كذلك مساعدة لصاحب الدراسة.

يمكن أن يقود الاكتشاف إلى علاجات أفضل لمرض كرون و هو نوع من أمراض التهاب الأمعاء الذي يصيب أكثر من 4 مليون شخص عبر العالم. و حاليا المصابون بمرض كرون يعالجون في الغالب بالمضادّات الحيويّة و التي تقضي على البكتيريا النّافعة و الضّارّة على حدّ سواء, محدثة بذلك آثارا ثانويّة غير مرغوبة. و لكن المعالجة التي تستهدف بالتّحديد الالتهاب المتواصل المُكتشف من طرف الدكتور لونڤمان و زملائه يمكن أن يساعد على تقليص الإلتهاب و يحافظ في نفس الوقت على البكتيريا النّافعة.

” إذا استطعنا تطوير أدويّة ذات جزيئات صغيرة و التي تكبح أنزيم البروبانيديول المجفّف أو باستعمال التعديلات الغذائية لتقليل من وفرة الفيكوس فمن الممكن أن يكون بمقدورنا الحدّ من الالتهاب المعوي لدى المصابين بمرض كرون و بآثار ثانويّة أقلّ” هذا ما صرّح به الدكتور لونڤمان و هو أيضا عضو بمعهد جيل روبارتس لأبحاث أمراض الالتهابات المعوية.

و الخطوة القادمة بالنّسبة للفريق تتمثّل في اختبار العلاجات الممكنة. و يحضّرون أيضا لدراسة الدور المحتمل لأنزيم يسمّى أنزيم الفيكوس المحوّل 2 في حماية المعي ضد الالتهاب المتسلسل . الدكتور لونڤمان أوضح أنّ العديد من المصابين بمرض كرون لديهم تحولات في المورّثة المرمِّزة لهذا الأنزيم ما يجعله غير فعّال.

صرّح الدكتور لونڤمان: الأمر يدعو للاهتمام من النّاحيّة العياديّة, لأنّ هذا يساعدنا على التقسيم الطبقي السرسري للأشخاص الذين يكون إجراء تدخل أو آخر نافع لهم.

رابط المفال:

https://www.news-medical.net/news/20210206/Discovery-of-e28098Achilles-heele28099-in-gut-bacteria-may-lead-to-targeted-therapies-for-Crohne28099s-disease.aspx

بولشراب سمير

مترجم، ومهتم بعلوم اللغة واللسانيات