الوقت المقدر للقراءة 2 دقيقة

أصول الكلمات عند الغربيين و أثرها في الترجمة

أصول الكلمات عند الغربيين و أثرها في الترجمة
عدد كلمات المقال: 553 كلمة

– من خلال مطالعتي لقواميس غربية ( فرنسية) مثل Le petit Robert  و موسوعة أظنّ أنّها الأهم في علم أصول الكلمات أو التأثيل كما اصطلح عليه و اسمها “Britannica”و التي تذكر أصل الكلمة و مصدرها في اللاّتينية و الإغريقية غالبا, لاحظت بأنّ الغربيين لديهم ما يُسمّى بسجلاّت اللّغة “Les registres de langues” و سبب غياب هذه السجلات في اللغة العربية أو ما يمكن تسميتها بالدّفاتر ,سأذكره في النّقطة الثانية, أقول أنّهم جعلوا لغتهم مصنّفة إلى سجلاّت منها العلمية و الأدبية و العامّة …و أرى من حيث ملاحظاتي هذه أنّ معرفة مصدر و مرتكز و قاعدة إصطلاحاتهم الذي تمّ الكثير منها في القرن السادس و السابع عشر كما تشير إليه القواميس .فمثلا كان علم الإجتماع و واضعه و رائده بن خلدون يسمّى” علم العمران” فلمّا وضع الغربيون مصطلحاتهم جعلوه Sociology فتبعهم أقوام على ذلك و منهم العرب بتعريب هذا المصطلح إلى ” علم الإجتماع” Le terme de sociologie est forgé dans les années 1780 par Emmanuel-Joseph Sieyès à partir du préfixe « socio » du mot latin socius signifiant « compagnon, associé » et du suffixe « logie » du terme grec ancien λόγος logos, signifiant « discours, parole ». Il s’agit donc étymologiquement d’une science des relations.

و أنقله ترجمة إلى العربية:

لفظة سوسيولوجي تشكّلت و صُقلت سنة 1780 من قبل إيمانويل – جوزيف سيرايز ابتداء من السابقة سوسيو من اللّاتينية  و التي تعني : المصاحب و الشريك أو الرفيق, و من اللاّحقة لوجي من الإغريقية القديمة لوغوس و التي تعني الحديث و الكلام فيتعلّق الأمر تأثيليا بعلم العلاقات.

 كما تلاحظون – و من مثل هذا الكثير- أنّ لديهم سجلات علمية و التي تهمّنا هنا و اشتقّوا منها  تأصيلا مصطلحاتهم من لغتين قديمتين .و للغتهم خاصية و هي المزج اللغوي أي جمع كلمتين في كلمة واحدة و هو أقرب ما يكون إلى النحت اللّغوي عندنا- و الذي يحتاج بدوره إلى تجديد و إعادة بعث-…. 

النقطة الثانية و هي أنّ العربية لا يمكن أن يكون لها مثل هذه السجلات لأنّها ليست بلغة مشتقّة و أوزان ألفاظها لها شكل بنيوي تفرّعي تنطلق من جذور ثلاثية تزاد فيها أحرف الزيادة المجموعة في كلمة ” سألتمونيها” و هذا مبحث آخر…

فمثلا كلمة Muscle  التي يراد بها العضلة فالمفاجئة في علم أصول الكلمات عندهم أنّها مأخوذة ممّا سأترجمه اختصارا- أصل و تاريخ الكلمة:

واضعه هينري ديموندفيل عام 1314مختص في التشريح متحدّثا عن العضلات كمؤشر للقوة الجسدية فقد اقتُرضت من اللاّتينية و معناها صريح و هو ” الفأر الصغير” بينما في العربية معناها العضل المراد به الشدّة كما في قولنا مرض عُضال أي شديد…..

النقطة الثالثة و هي نتيجة حتمية مبنية على الملاحظتين السابقتين : علم التأثيل أو أصول الكلمات لا يمكن أن يكون موجودا في العربية , و هو خاصّ باللّغات المشتقّة.

و أنهي طرحي هذا بكلمة Grammar   و التي أصلها من اسم عالم اللغة بن أجروم واضع المتن المشهور  ” متن الأجرومية ” في قواعد اللّغة العربية.

و على أساس ما ذكرت علينا إعادة النظر و تمحيص حتى نظريات الترجمة المعاصرة التي ظهرت في الغرب و وضع أسس نظرية و قواعد الترجمة الاصطلاحية و التعريب العلمي على القياس العربي أي معرفة ما قالته العرب و ما تستحسنه و أحسن مثال على ما أذكره .ما يقوله الإنجليز” The sun is in the middle of the sky و في الفرنسية Le soleil est au milieu du ciel   ” فترجمتها المباشرة هي : الشمس في وسط السماء و هذا صحيح و مستساغ و لكنّ الأصحّ ما تستحسنه العرب و درجت عليه إذ له تعبير عندهم و هو : الشمس في كبد السماء.

بولشراب سمير

مترجم، ومهتم بعلوم اللغة واللسانيات