سر عدم شيخوخة جهاز المناعة
يلعب التكوين الجيني -الذي له دورًا مهمًا في تطور القلب قبل الولادة- أيضًا دورًا أساسيًا في جهاز المناعة البشري.
يقول الأطباء في كثير من الأحيان إن “جهاز المناعة لدى كبار السن ضعيف”. أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة بون (ألمانيا) أنه عندما لا تنشط الجينات بما يكفي، فإن نظام الدفاع المناعي سيخضع لتغييرات خاصة، مما يؤدي إلى فقدان فعاليته في أداء وظيفته. وعلى المدى المتوسط، قد تساعد نتائج هذه الدراسة في تقليل الأضرار المرتبطة بالشيخوخة. وقد نشرت هذه الدراسة في دورية “نيتشر للمناعة” Nature Immunology
رابط الدراسة: https://www.nature.com/articles/s41590-020-00811-2
وحتى الآن، لا يزال الجين -الذي يحمل ذلك الاختصار الغامض CRELD1– لغزا في المجتمع العلمي. حيث أنه يلعب دورًا مهمًا في تطور القلب قبل الولادة. ومع ذلك، لا يزال CRELD1 نشطًا بعد الولادة. وأظهرت الدراسة أنه يتم إنتاجه بانتظام في جميع خلايا الجسم تقريبًا. ومع ذلك، لم يكن السبب معروفًا تمامًا من قبل.
أجاب باحثو جامعة بون على هذا السؤال بطريقة جديدة . في الوقت الحاضر، غالبًا ما يحتوى البحث العلمي على المشاركين البشر ما يسمى بتحليل الترنسكريبتوم. ومن خلال هذه الأساليب، يمكننا تحديد مدى نشاط الجينات في مختلف الاختبارات. ويقوم الباحثون أيضًا بشكل متزايد بتوفير البيانات التي يحصلون عليها للزملاء الذين يمكنهم استخدام هذه البيانات لدراسة مشكلات مختلفة تمامًا.
قام فريق علم الجينوم والتعديل المناعي التابع لآنا أشينبرينر والدكتور يواكيم شولتز بدمج بيانات الترنسكريبتوم من ثلاث دراسات مختلفة. وأوضحت قائلة: “هذا يوفر لنا معلومات عن نشاط المادة الوراثية (بما في ذلك الجين CRELD1) لـ 4500 شخصا. بالإضافة إلى ذلك، تضمنت بيانات هؤلاء المشاركين أيضًا معلومات عن معايير مناعية معينة، مثل عدد الخلايا المناعية المختلفة في دمائهم”.
CRELD1 أقل نشاطًا لدى بعض الأشخاص
اكتشف الباحثون ارتباطًا مدهشًا عند تحليل هذه المعلومات: كان من بين التحليلات ل4500 شخصًا بعض الأشخاص الذين انخفض نشاطهم الجيني CRELD1 بشكل ملحوظ لسبب ما. ومن المثير للاهتمام أن دم هؤلاء المتبرعين يحتوي على عدد قليل جدًا من الخلايا التائية، حيث تلعب هذه الخلايا دورًا مهمًا في مقاومة العدوى، فبعضها يمكنه اكتشاف الخلايا المصابة بالفيروس وقتلها قبل إصابة الخلايا الأخرى.
درس الباحثون كذلك هذه العلاقة في تجارب الفئران. وتشير النتائج إلى أن فقد المادة الوراثية لـ CRELD1 هو بالفعل سبب فقدان الخلايا التائية. وتفقد الخلايا التائية -التي تفتقر إلى CRELD1- القدرة على التكاثر وتموت مبكرًا. فالأشخاص الذين يعانون من “شيخوخة” جهاز المناعة لديهم تغيرات مماثلة. وتسمى هذه الظاهرة أيضًا بشيخوخة المناعة، والتي تظهر بشكل أساسي عند كبار السن. وكما يقال حاليًا في أمر الإصابة بكوفيد 19، إن المصابين الأكثر عرضة للإصابة به هم من قد يتأثرون أيضًا بالأمراض المرتبطة بالعمر مثل: الأورام أو الزهايمر. ومن المعروف أن نشاط العديد من الجينات في الدم سيتغير بطريقة فريدة، ويطلق عليها الخبراء أيضًا علامات شيخوخة المناعة.
جهاز مناعة المعمر المئوي ما زال شابا
من المثير للدهشة أن جهاز المناعة لدى بعض الأشخاص يتقدم في العمر أسرع بكثير من غيرهم. على سبيل المثال، بعض المعمرين المئويين من ناحية علم المناعة أصغر بعشرات السنين. على النقيض، قد تضعف قدرة نظام مقاومة المرض عند آخرين بشكل كبير في منتصف العمر.
يأمل الباحثون الآن أن يكون CRELD1 المفتاح لفهم أسباب شيخوخة المناعة بشكل أفضل. ويعتبر الهدف طويل المدى من ذلك إبطاء أو إيقاف هذه العملية، مما قد يقلل بشكل كبير من خطر إصابة كبار السن بالأمراض.
المصدر باللغة الصينية: http://www.ebiotrade.com/newsf/2020-11/20201110173441953.htm
أمنية شكري توفيق، مصرية، حاصلة على الماجستير تخصص ترجمة المصطلحات طبية بكلية الألسن جامعة عين شمس، حصلت على الليسانس 2012، حاصلة على دبلومة في الترجمة التحريرية