كيف تُقاس الصحة العقلية للرضع؟
تُعرَّف الصحة العقلية للرضع (IMH) بأنها قدرة الطفل الصغير على تجربة المشاعر وتنظيمها والتعبير عنها، وتكوين علاقات وثيقة وآمنة، فضلاً عن استكشاف بيئته والتعلم، لا سيما من مقدمي الرعاية الأساسيين لهم.
ماذا تعني الصحة العقلية للرضع IMH؟
اُعتمد مصطلح الصحة العقلية للرضع (IMH) في الأصل في أوائل السبعينيات تحت إشراف سلمى فرايبرغ. ركزت فرايبرغ وزملاؤها حينذاك على أنماط الصحة الاجتماعية والعاطفية والمعرفية لجميع الأطفال دون سن الثالثة. وبالتالي أصبح IMH مصطلحًا يستخدم لوصف عافية الرضع والأطفال الصغار، وكذلك والديهم.
تركز إحدى النقاط الأساسية للصحة العقاية للرضع على كيفية مساهمة العلاقة بين الوالدين والطفل في النمو الاجتماعي والسلوكي والمعرفي وحتى البدني للطفل. علاوة على ذلك، إن قدرة الوالدين على الرعاية والاستجابة والاتساق في معاملتهم للطفل لها جانب حاسم لكيفية تكوين تجارب الرضيع الخارجية والداخلية.
من المهم الأخذ في الاعتبار أن بعض العوامل قديكون لها تأثير كبير على الصحة العقلية للرضع. تشمل هذه العوامل الفقر ونقص الموارد الأساسية ووجود العنف المنزلي وتاريخ من الصدمات السابقة واكتئاب الأم وقضايا الصحة العقلية الأخرى، بالإضافة إلى تاريخ الوالدين، كل ذلك يمكن أن يساهم في جودة العلاقة بين الوالد وطفله الجديد.
تعزيز الصحة العقلية للرضع
تتطلع خدمات الصحة العقلية للرضع بشكل عام إلى تعزيز العافية المثلى للرضع بدءًا من وهم أجنة وحتى السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل. عند القيام بذلك، تهدف خدمات الصحة العقلية للرضع إلى منع اضطرابات النمو والسلوك والعلاقة للطفل مع تقديم المساعدات أيضًا في حالة تحديد أي عوامل خطر بيولوجية و/ أو بيئية و/ أو نفسية اجتماعية، لا سيما في العلاقة بين الوالدين والطفل.
يمكن تقديم خدمات الصحة العقلية للرضع للعائلات في المستشفى أو العيادات أو المجتمعات أو المنازل. يمكن أن تكون هذه الخدمات قصيرة أو طويلة الأجل، اعتمادًا على الاحتياجات المحددة للطفل، ويمكن أن تشمل الدعم التعليمي والتنموي والعلائقي.
في وقت الولادة، يمكن أن تشمل خدمات الصحة العقلية للرضع توزيع المعلومات العملية والتعليمية للآباء والأمهات حول الحمل والولادة، بالإضافة إلى الرعاية المثلى للرضع التي تركز على احتياجاتهم الاجتماعية والعاطفية والنمو المعرفي. طوال حياة الطفل، يمكن أيضًا إجراء بعض الفحوصات والتقييمات والإحالات، عند الضرورة، من قبل أخصائيي الصحة العامة والصحة العقلية والطفولة المبكرة.
في حالة ثبوت أن الطفل معرض لخطر تأخر النمو، أو اضطراب العلاقات، أو اضطراب اجتماعي/ عاطفي، فيمكن أيضًا توفير أدوات الفحص والتقييم. قد تكون استراتيجيات التدخل المقدمة في هذه المرحلة تنموية وتعليمية وعلائقية و/ أو علاجية نفسية.
تقييم الصحة العقلية للرضع
عندما تركز الصحة العقلية على صحة الطفل، هناك العديد من الأسئلة التي يمكن لمقدمي الرعاية الصحية طرحها لتحديد تطورهم وسلوكهم وأنماط علاقتهم. تتضمن بعض الأسئلة الأولية التي سيطرحها مقدم الرعاية الصحية عمر الرضيع وعمر الحمل عند الولادة وأي تاريخ من المضاعفات الطبية.
بمجرد الحصول على هذه المعلومات، يمكن لمزود الخدمة أن يسأل الوالدين عما إذا كان الطفل قادرًا على توصيل احتياجاته. يمكن أن يشمل ذلك أنواع الاستجابات التي يجب على الطفل القيام بها عندما يكون مبتلاً، وجائعًا، ومتعبًا، ومنزعجًا، وقلقًا.
ليس من المهم فقط التعرف على كيفية توصيل الطفل لاحتياجاته لوالديه في هذه النقاط، ولكن من المهم أيضًا تحديد كيفية استجابة الوالدين للطفل في هذه اللحظات. على سبيل المثال، هل يتجاوب الطفل عند قيام أحد الوالدين بتوفير الراحة عند الانزعاج؟ هل يستمتع الطفل بهذه التفاعلات الآتية مع القائمين على رعايته، كما هو الحال عند حمله و/ أو احتضانه و/ أو تهدئته؟
عندما يقابل الطفل والديه، هل يبدو أنه يستمتع بالتفاعل؟ كيف يستجيبون؟ على سبيل المثال، هل يصبح الطفل متيقظًا، وينظر باهتمام، ويتحرك، و/ أو ينطق بصوت عالٍ أثناء تفاعله مع والديه؟ سيسمح هذا النوع من المعلومات لمقدم الرعاية الصحية بتحديد ما إذا كان الطفل ينظر إلى والديه كمصدر للراحة أو المودة أو الاهتمام أو الهدوء.
الاستنتاج
تسمح هذه الأنواع من الأسئلة المجتمعة لأخصائيي الصحة العقلية للطفل باكتساب فهم أفضل للعلاقة بين الرضيع ووالديه. علاوة على ذلك، فإنها تسمح للأخصائي بالتعرف على القدرات العاطفية للرضيع، بالإضافة إلى قدرات الوالدين على تقديم الرعاية، لا سيما خلال اللحظات التي قد يكون الطفل فيها صعب المراس/ يصعب التعامل معه.
في النهاية، يسمح هذا النوع من المعلومات للأخصائي بفهم كل من نقاط القوة ونقاط الضعف الموجودة بين الوالد والطفل.
المقال الأصلي غير المترجم والمصادر: https://www.news-medical.net/health/How-is-Infant-Mental-Health-Measured.aspx
صيدلانية خريجة كلية الصيدلة جامعة المنصورة-مصر 2009، حاصلة على البورد الأمريكي في العلاج الدوائي.