الوقت المقدر للقراءة 2 دقيقة

دراسة جديدة تشير إلى دور مزيلات الرّوائح في ظهور سرطانات الثدي

دراسة جديدة تشير إلى دور مزيلات الرّوائح في ظهور سرطانات الثدي
عدد كلمات المقال: 581 كلمة

كشف باحثون سويسريون أنّ أملاح الألومينيوم الموجودة في مزيلات الرّوائح و مضادّات العرق تُسبّب لدى حيوان القدّاد ( الهمستر) اختلالا جينوميّا في الخلايا…و الذي نجده في أغلب الأورام لدى الإنسان.

فهل تُساعد مزيلات العرق على ظهور سرطانات الثدي؟ هذه المسألة كانت محل جدل منذ سنوات في الأوساط العلميّة.

في دراسة جديدة نُشرت بمجلّة : International Journal of Mollecular Sciences (الصحيفة العالميّة لعلم الجزيئات) في شهر سبتمبر, ذكرت عناصر جديدة تُشير إلى احتماليّة ضرر تُحدثه أملاح الألومينيوم الموجودة في كثير من مزيلات الرّوائح.

فريق من باحثي مؤسّسة Grangette من مركز الأورام السرطنيّة و أمراض الدّم Hirslanden لعيادة Grangette و جامعة أكسفورد و تحت إشراف الباحثيْن السويسريين : أندري باسكال سابينو و ستيفانو موندريوتا, قام الفريق المذكور بتعريض خلايا القدّاد ( الهمستر) و من ضمنها خلايا الغدد الضِرْعيّة في المختبر لأملاح الألومينيوم. فكشفت النتائج التي تحصّلوا عليها أنّه علاوة على تسرّب المعدن إلى الخلايا فقد ظهر اختلال جينومي في ذات الخلايا.

أكّدت مؤسّسة Grangette في بيان لها حول الموضوع بأنّ الدّراسات التي أُجريت أظهرت أنّ : “ الألومينيوم يُتلف DNA الخلايا بكيفيات مُماثلة للمواد المُسرطنة المعروفة, مؤكّدة قدرتها على إحداث السرطان”.

من الصعب إسقاط النتائج على الكائن البشري.

سبق و أن بيّن المختصّ في علم الأحياء ستيفانو موندريوتا و المختص في علم الأورام السرطانيّة أندري باسكال سابينو سنة 2012 بأنّ خلايا الثدي المزروعة و المُعرّضة للألومينيوم في المختبر تطرأ عليها تغيّرات وراثيّة.

و كشفت دراستهما الأخيرة من تفسير الآليّة التي يتسرّب بها الأليومينيوم إلى الخلايا و تؤكّد بأنّ التغيّر الوراثي يمكن أن يكون وراء الاضطراب الجينومي. غير أنّ هذا الأخير أي الاضطراب الجينومي يُميّز جميع الأورام لدى الإنسان.

و أوضح أندري سابينو على فرانس إنتر بأنّ الباحثين يرون أنّ العلاقة بين استعمال مزيلات العرق و ارتفاع عدد المُصابات بسرطان الثدي المُلاحظ منذ 50 سنة يستوجب التعامل معه بجديّة. ” إنّ أكثر من 80 % من السرطانات تحدث في الجزء الخارجي للغدّة,في المنطقة القريبة من الإبط”.

تضيف فرانس أنفو بأنّ الباحثيْن أنفسهما يقرّان بأنّه لا يمكن تعميم النّتائج لعدم اتّضاحها. و لأجل إيجاد العلاقة السببيّة الحقيقيّة و المؤثرّة بين استعمال مزيلات العرق التي تحتوي على أملاح الألومينيوم و ظهور سرطانات الثدي لدى الإنسان, يجب إجراء أبحاث واسعة على المدى البعيد تشمل مستعملي هذه المُنتجات. و عليه لا يمكن معرفة النتائج إلاّ بعد سنوات عديدة.

مبدأ الحيطة.

في انتظار ذلك,تبقى نتائج الباحثين محلّ نقاش. و قدّرت الجمعيّة العلميّة لِأمن المستهلك ( CSSC ), جمعيّة استشاريّة للاتّحاد الأوروبي, في تقرير لها نُشِر في شهر مارس 2020 بأنّ مزيلات العرق لا تُمثّل خطرا على الصحّة إذا لم تتجاوز نسبة تركيز الألومينيوم فيها 10,60 % بالنّسبة لرذّاذات و 6,25 % بالنّسبة للمنتجات الأخرى. هذه النّسب أعلى من التراكيز الموجودة في المنتجات المُسوّقة. و تؤكّد الجمعيّة العلمية لأمن المُستهلك أيضا بأنّ ” التعرّض المُنتظم للألومينيوم عن طريق الاستخدامات اليوميّة لمواد التجميل لا يُشكّل عبئا جسديّا محسوسا من الألومينيوم الآتي من مصادر أخرى”.

في سنة 2011 خلصت الوكالة الوطنيّة للأمن الدّوائي و المُنتجات الصحيّة ( ANSM ) , إلى أنّه لا يوجد أي أساس يوضّح العلاقة بين تعرّض الجلد للألومينيوم و ظهور السرطانات . و مع ذلك توصي ANSM, الوكالة الوطنيّة للأمن الدّوائي و المنتجات الصحيّة بتسقيف تركيز الألومينيوم في مواد التجميل عند قيمة 0,6 % و تجنّب استعمال المنتجات التي تحتوي على الألومينيوم عقب حلاقة الذقن مباشرة أو على جلد متضرّر لأنّ الامتصاص في هاتين الحالتين يكون عاليّا.

أمّا بالنّسبة لمؤسّسة Grangette فإنّ الأبحاث الأخيرة التي أُجريت من قبل ستيفانو مندريوتا و أندري باسكال سابينو, ” تُعطي للألومنيوم صورة مُماثلة للمواد التي تأكّد تأثيرها المُسرطن كالتبغ و الأميانت”.

و يناشد هذين العالميْن السُلطات, من داعي الحيطة, إلى التقليل من استعمال الألومينيوم في مواد التجميل.

الرّابط :

https://www.lemonde.fr/sciences/article/2021/10/12/le-role-des-deodorants-dans-l-apparition-des-cancers-du-sein-pointe-par-une-nouvelle-etude_6098065_1650684.html

بولشراب سمير

مترجم، ومهتم بعلوم اللغة واللسانيات