الوقت المقدر للقراءة 5 دقيقة

التدخين له مخاطر كثيرة، فلماذا لا تقلع عنه بعد قراءة هذا؟

التدخين له مخاطر كثيرة، فلماذا لا تقلع عنه بعد قراءة هذا؟
عدد كلمات المقال: 1,129 كلمة

 تعتبر فترة المراهقة فترة حرجة لتكوين العادات السلوكية، كما أنها فترة مهمة للنمو الجسدي والعقلي. حيث يتمتع المراهقون بفضول قوي نسبياً، وقدرة تقليد قوية، ولكن قدرتهم ضعيفة على التعرف والفهم الكافي لأضرار التدخين المزمنة. ولذلك فإن توعية المراهقين بمخاطر التدخين والابتعاد عن التبغ والسجائر الإلكترونية هي مفتاح مكافحة التبغ. ولتحقيق هذه الغاية، أجرى المراسل مقابلة مع الدكتور أو يانغ فان شيان من قسم مكافحة الأمراض المعدية بالمستشفى الثاني التابع لكلية الطب في هاينان.

المكونات الضارة في التبغ والسجائر الإلكترونية

قال الدكتور أو يانغ إن الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكون من أكثر من 7000 مركب، تشكل الغازات 95% منها، مثل أول أكسيد الكربون وسيانيد الهيدروجين والنيتروزامينات المتطايرة وغيرها، وتشكل الجسيمات الدقيقة 5% بما في ذلك المواد شبه المتطايرة وغير المتطايرة، مثل قطران السجائر والنيكوتين وغيرها. والغالبية العظمى من هذه المركبات ضارة بجسم الإنسان، فما لا يقل عن 69 منها هي مواد مسرطنة معروفة، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات والنيتروزامينات وغيرها، ويعتبر النيكوتين مادة مسببة للإدمان.

تنتج السجائر الإلكترونية – مثل التبغ التقليدي – العديد من المواد الضارة، حيث أن تركيز بعض المعادن (بما في ذلك الرصاص والكروم والنيكل) والفورمالدهيد يساوي أو حتى أعلى من ذلك الموجود في السجائر التقليدية، مما يعرض صحة المدخنين والمدخنين السلبيين للخطر. كما أن تدخين السجائر الإلكترونية لفترة طويلة يمكن أن يسبب الاعتماد على النيكوتين، مما يجعل الإقلاع عن التدخين أكثر صعوبة.

يرتبط التدخين ارتباطًا وثيقًا بالعديد من الأمراض

قال الدكتور أو يانغ إن أمراض القلب والأوعية الدموية والدماغية هي السبب الرئيسي للوفاة والعجز في العالم. وفي الصين، تمثل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية والدماغية أكثر من 40% من إجمالي الوفيات. حيث تتغير لزوجة الدم لدى الأشخاص الذين يدخنون بشكل متكرر، كما تزداد المواد الحمضية في أجسامهم مثل ثاني أكسيد الكربون، مما يؤثر على نفاذية غشاء خلايا الدم الحمراء وتشوه خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى تكوّن عدد كبير من كريات الدم الحمراء، حيث تتجمع خلايا الدم والصفائح الدموية وغيرها في الدم وتشكل جلطة، فإذا حدثت في القلب فتسبب احتشاء عضلة القلب، وإذا حدثت في الدماغ فتسبب سكتة دماغية. كما أن تدخين سيجارة واحدة فقط في اليوم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 74% لدى الرجال و119% لدى النساء؛ ويكون المدخنون أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 1.5 مرة مقارنة بغير المدخنين. فكلما زادت كمية التدخين وطالت سنوات التدخين، زاد خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية والوفاة.

تحتل الأورام الخبيثة المرتبة الأولى بين أسباب الوفاة بين سكان الحضر والريف في الصين، كما أن معدل الإصابة بسرطان الرئة يحتل المرتبة الأولى بين الأورام الخبيثة في الصين، وهناك ما يقرب من 787 ألف حالة جديدة من سرطان الرئة، متجاوزا ضعف العدد المسجل لسرطان المعدة في المرتبة الثانية. وكلما طال أمد التدخين وزادت الكمية، زاد خطر الإصابة بسرطان الرئة. ويرتبط أكثر من ثلثي وفيات سرطان الرئة في جميع أنحاء العالم بالتدخين. كما تشمل السرطانات المرتبطة بالتدخين بحسب التحقيق الوبائي: سرطان الفم، سرطان الحنجرة، سرطان الثدي، سرطان البنكرياس، سرطان الكلى، سرطان الدم، سرطان عنق الرحم وغيرها.

والمدخن عرضة للإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة والقلب الرئوي ومرض الانسداد الرئوي المزمن. ويعتبر مرض الانسداد الرئوي المزمن مرض شائع يمكن الوقاية منه وعلاجه ويتميز بأعراض تنفسية مستمرة وتقييد تدفق الهواء. إن معدل انتشار مرض الانسداد الرئوي المزمن آخذ في الارتفاع بسرعة في الصين. وقد بلغ معدل الانتشار الحالي لمرض الانسداد الرئوي المزمن بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما 13.7%، أي بزيادة قدرها 67% في عشر سنوات. ويعاني ما يقرب من 100 مليون شخص من مرض الانسداد الرئوي المزمن، ويعتبر تعاطي التبغ هو السبب الرئيسي.

يمكن أن يؤدي التدخين أيضًا إلى العجز الجنسي لدى الذكور والعقم، كما أن تدخين الإناث يمكن أن يقلل من معدل الحمل ويزيد من خطر الحمل خارج الرحم والإجهاض وولادة جنين ميت والولادة المبكرة وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة ومتلازمة موت الرضع المفاجئ. يمكن أن يؤدي التدخين أيضًا إلى تسريع الشيخوخة لدى النساء ويسبب هشاشة العظام.

وقال الدكتور أو يانغ إن هناك أدلة على أن المدخنين أكثر خطورة للإصابة بكوفيد-19 ولديهم خطر أكبر للوفاة. المدخنون أكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19 بـ 14 مرة مقارنة بغير المدخنين. وبالمقارنة مع المدخنين السابقين وغير المدخنين على الإطلاق، كان المدخنون الحاليون أكثر عرضة بنسبة 1.45 مرة للإصابة بمضاعفات خطيرة، وبين المدخنين الحاليين، كان معدل الوفيات أعلى أيضًا بنسبة 38.5%.

وأشار الدكتور أو يانغ إلى أن التدخين السلبي مضر بالصحة أيضاً، وسيزيد من فرصة الإصابة بمختلف أنواع السرطان وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية والدماغية وغيرها، كما أن التدخين السلبي يمكن أن يسبب زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والدماغية، فيزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 25% – 30%، ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 20% – 30%.

لا يوجد ما يسمى بمستوى “التعرض الآمن” للتدخين السلبي، فطالما أن هناك مدخنين في الغرفة، فسوف يتعرض الأشخاص الآخرون للأذى، ولا يمكن للتقسيم الداخلي لمناطق التدخين ومناطق عدم التدخين والتهوية وما إلى ذلك القضاء على ضرر التدخين السلبي تماما.

وأكد الدكتور أو يانغ أن أضرار التدخين على أجساد الشباب تتجلى بشكل رئيسي في:

أولا، إنه يدمر الدماغ ويؤثر على ذكاء المراهقين. يمكن للنيكوتين الموجود في التبغ أن يسمم أعصاب الدماغ، مما يسبب فقدان الذاكرة، ونقص الطاقة، وانخفاض الأداء الدراسي.

ثانياً: يؤثر على النمو الطبيعي وخاصة مستوى الهرمونات الجنسية، فالتدخين يقلل من إفراز هرمون التستوستيرون بنسبة 20%-30%، ويقلل الحيوانات المنوية ويسبب تشوهات، ويؤخر الدورة الشهرية عند الفتيات ويسبب اضطرابات الدورة الشهرية.

ثالثا، يؤدي التدخين إلى ظهور أمراض القلب التاجية وارتفاع ضغط الدم والأورام في وقت مبكر.

كلما أسرعت في الإقلاع عن التدخين، كان التأثير أفضل

أشار الدكتور أو يانغ إلى أن فوائد الإقلاع عن التدخين تنعكس تدريجياً. بشكل عام، بعد 6 ساعات من التوقف عن التدخين، سينخفض ​​معدل ضربات القلب، كما سينخفض ​​ضغط الدم قليلاً. وسيتم إخراج النيكوتين من الجسم بعد 12 ساعة. وبعد 24 ساعة، سيتم طرد أول أكسيد الكربون من الرئتين، مما يسمح بتحسن وظيفة الجهاز التنفسي. قد تسعل في هذا الوقت لإزالة الانسداد في القصبة الهوائية والرئتين. بعد يومين، سوف تختفي الآثار الضارة للنيكوتين. ستزداد الدورة الدموية في اليدين والقدمين خلال شهرين تقريبًا. بعد عام واحد من الإقلاع عن التدخين، ينخفض ​​خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل ملحوظ. وبعد عشر سنوات من الإقلاع عن التدخين، يصبح خطر الإصابة بالمرض هو نفسه الذي يتعرض له غير المدخن.

الإقلاع عن التدخين له فوائد صحية فورية وطويلة الأجل لجميع المدخنين. ينعكس بشكل رئيسي في الجوانب التالية:

1. من المفيد تحسين نوعية حياتك. إذا كنت لا تدخن، فلا يتعين عليك تحويل أموالك إلى دخان، ولا يتعين عليك إنفاق الأموال لعلاج الأمراض المختلفة التي يسببها التدخين، بل يمكنك الاستمتاع بحياتك بشكل أكثر صحة.

2. مفيد لصحتك، ويكوّن صورة جيدة، وخاصةً أن تكون قدوة حسنة للأطفال.

3. الاستفادة من صحة الآخرين. غالبًا ما يكون ضحايا التدخين السلبي هم الأشخاص الأقرب إليهم، مثل الوالدين والزوجات والأطفال والأصدقاء والزملاء وما إلى ذلك. وقد يتم تقليد سلوك الآباء في التدخين أيضًا من قبل أطفالهم، مما سيكون أكثر ضررًا.

واقترح الدكتور أو يانغ أخيرًا أنه على الرغم من صعوبة الإقلاع عن التدخين، فمن أجل العائلة والأصدقاء وصحتنا، دعونا نبتعد عن منتجات التبغ التقليدية والسجائر الإلكترونية، ونعتز بالحياة، وندافع عن الحضارة، ونخلق بيئة جديدة خالية من أضرار التبغ.

المصدر باللغة الصينية

أمنية شكري

أمنية شكري توفيق، مصرية، حاصلة على الماجستير تخصص ترجمة المصطلحات طبية بكلية الألسن جامعة عين شمس، حصلت على الليسانس 2012، حاصلة على دبلومة في الترجمة التحريرية