20% من البالغين في الولايات المتحدة تقريبًا يُعانون ألمًا مزمنًا
يُعَّد الألم المزمن من أكثر الحالات المزمنة شيوعًا في الولايات المتحدة، ولكن تقديرات انتشاره وتأثيره تختلف بشكل كبير. ففي العام 2019، أضاف المركز الوطني للإحصاءات الصحية التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها مجموعة جديدة من الأسئلة المتعلقة بالألم إلى مسح المقابلة الصحية الوطنية (NHIS)، وهو مسحٌ سنويٌّ كبير قائمٌ على الشأن الأُسَري، ويقدم رؤىً قيمةً عن الحالات الصحية للبالغين في الولايات المتحدة على الصعيد الوطني.
ففي مقال نُشر في الدورية الشهرية لمجلة Pain، أفاد باحثون من مستشفى بريغهام ومستشفى النساء (اندماج لمستشفيات بريغهام ومستشفى النساء) Brigham and Women’s Hospital ومستشفى ماساتشوستس للعين والأذن Mass Eye and Ear أنَّ 50.2 مليون (20.5% في المائة) من البالغين الأمريكيين يعانون من ألم مزمن بناءً على تحليل بيانات NHIS الجديدة. وقدَّروا أنّ القيمة الإجمالية للإنتاجية المفقودة نتيجةً للإصابة بالألم المُزمن قد تصل إلى 300 مليار دولار سنويًا.
ˮ الألم المزمن حالة خطيرة تصيب ملايين الأمريكيين. تطرقت دراسات أخرى إلى هذه الحقيقة، ولكن البيانات من عيادات الألم والمستشفيات ومُقَّدِمي الخدمات الآخرين تميل فقط إلى توفير معلومات عن الأشخاص الذين يسعون للحصول على رعاية طبية. إنَّ الحصول على بيانات NHIS للتحقق من صحة الدراسات السابقة له تأثير مُذهل “.
جيسون يونغ، حائز على درجة البكالوريوس في الطب، ماجستير في إدارة الأعمال، المؤلف المُراسِل (**هو الشخص المسؤول عن التواصل مع المجلة في فترة تقديم الورقة البحثية ومراجعتها وعملية النشر) المدير الطبي لمركز مُعالجة الألم في بريغهام والمُدير المُساعد لمعالجة الألم في قسم التخدير والفترة المُحيطة بالجراحة وطب الألم
لاحظ مُعِّدُو (مؤلفو) الدراسة أنَّ المستجيبين الذين يعانون من آلام مزمنة أفادوا بأنهم فقدوا عددًا أكبر من أيام العمل مقارنة بمن لا يعانون من آلام مزمنة (10.3 يومًا مقابل 2.8 يومًا). وقد استخدموا هذه الأرقام لتقدير التأثير الاقتصادي الإجمالي للألم المزمن على الأمريكيين، والتي قُدَّرت بنحو 79.9مليار دولار في الأجور المفقودة. وأبلغ الذين يعانون من الألم المزمن بوجود قيود أكثر على مشاركتهم في الأنشطة الاجتماعية وأنشطة الحياة اليومية أيضًا. مثَّلت آلام الظهر والورك والركبة والقدم المصادر الأكثر شيوعًا للألم المُبَّلغ عنها، ومثَّل كلٌ من العلاج الطبيعي والعلاج بالتدليك العلاجات المنشودة الأكثر شيوعًا.
وأفاد كبير الباحثين نيل باتاتشاريا، حائز على درجة بكالوريوس في الطب، ودرجة الماجستير، وزميل كلية الجراحين الأمريكية، وأستاذ في طب الأنف والأذن والحنجرة – جراحة الرأس والرقبة بمستشفى ماساتشوستس للعين والأذن: “نشأ الدافع لدراستنا من الاكتشافات السريرية اليومية التي تفيد بأن العديد من مرضانا المُصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن أبلغوا عن إصابتهم بصداع وصداع نصفي وأشكال أخرى من الألم المزمن أيضًا “. وأضاف:” قررنا أن ننظر إلى الإطار (الصورة) الأكبر للألم المزمن، وفوجئنا إلى حد ما بالوجود الواسع النطاق للألم المزمن في الولايات المتحدة”.
لقد تضمَّن مسح المقابلة الصحية الوطنية (NHIS) لعام 2019 بيانات من 31997 بالغًا من جميع أنحاء البلاد. عندما تم نشر البيانات لأول مرة في مايو، قرر المحققون تركيز تحليلهم الأوَّلي على التَحقُق من التقديرات الوطنية للانتشار والتأثير، ولكنهم يخططون لإجراء مزيد من التحليل للأسئلة الأخرى المُدرجة في المسح. قد يكشف هذا عن اتجاهات أكثر تحديدًا تتعلق بالألم وعلاجه في جميع أنحاء الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق باستخدام المواد الأفيونية.
وقال يونغ: “بالنظر إلى الحجم الكلي للألم وتأثيره على الأمريكيين، نرى أن اتباع نهج متعدد الوسائط ومتعدد التخصصات لعلاج الألم هو أكثر أهمية مما أكدناه على مدى العقود القليلة الماضية”. وأضاف: “طب الألم حديث العهد نسبيًا كمجال، وهو يتضمن تخصصات تشتمل على طب الطوارئ، والتخدير، والطب النفسي، وطب الأعصاب، والطب الفيزيائي (الطبيعي)، والأشعة. نحن بحاجة إلى جميع الأدوات الموجودة في عُدَّةُ المُمارَسَة لعلاج المرضى الذين يعانون من الآلام المزمنة.
** إضافات تمت بمعرفة المترجم لإيضاح معنى المصطلح.
*** رابط المقال الأصلي: https://www.news-medical.net/news/20210420/Nearly-2025-of-US-adults-experience-chronic-pain.aspx
خريج كلية الصيدلة – جامعة الأزهر/ غزة سنة 2006، مارس العمل في عدة صيدليات خاصة، ثم اتجه إلى ممارسة الترجمة الطبية والعلمية، تعاون مع عدة مراكز ودور نشر وشركات للترجمة.