أظهر الكيتامين دلائل على تقليل الرغبة في الميل إلى الانتحار
يتمتع عقار الكيتامين بسمعة طيبة. يستخدم الكيتامين على نطاق واسع في الطب كمخدر عام ومسكن للآلام ولكنه يستخدم أيضًا كمخدرًا ترفيهيًا بسبب تأثيره المهلوس. أدت تأثيرات الدواء الدماغية إلى زيادة اهتمام الأطباء النفسيين من أجل علاج حالات الصحة النفسية.
توصلت دراسة جديدة من جامعة صن شاين كوست (USC)، كوينزلاند، أن الجرعات الفموية من الكيتامين المتناول في بيئة سريرية يمكن أن توفر علاجًا سريع المفعول للميل المزمن إلى الانتحار.
تُستخدم مضادات الاكتئاب حاليًا لعلاج الاضطرابات المزاجية – والتي قد يكون التفكير الانتحاري أحد أعراضها. إن مضادات الاكتئاب لها بعض الجوانب السلبية، بما في ذلك أنها قد تستغرق عدة أسابيع حتى يظهر تأثيرها الإيجابي، هذا لو أحدثت فرقًا على الإطلاق.
تستهدف مضادات الاكتئاب في المقام الأول الناقلات العصبية أحادية الأمين: الدوبامين والنورأدرينالين والسيروتونين. لكنها لا تؤثر مباشرةً على الناقلات العصبية الأولية المثيرة والمثبطة للجلوتامات وحمض غاما أمينوبوتيريك. إلا أن كل هذه الناقلات العصبية تشارك في الفيزيولوجيا المرضية للاكتئاب.
أظهرت الدراسة التي أجراها معهد طومسون التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا، والتي نُشرت في المجلة الطبية Translational Psychiatry، أنه خلال الأسابيع الستة الأولى، حقق 69 ٪ من المشاركين انخفاضًا سريرًا في التفكير الانتحاري.
شارك 32 بالغًا لديهم أفكار انتحارية مزمنة في اختبارات بلصاقات مفتوحة عن الكيتامين الفموي بجرعات أقل من جرعة التخدير. تحت إشراف استشاري نفسي بدأ المشاركون بتناول 0.5 مجم / كجم من الدواء المتناول على هيئة سائل في عصير الفاكهة، والمعاير بحد أقصى 3.0 مجم / كجم. كانت هذه جرعة متحفظة نسبيًا لضمان قدرة المشاركين على تحمل الآثار الجانبية المؤقتة للعلاج.
قال الطبيب النفسي أديم كان، الباحث الرئيسي في الدراسة: شهد المرضى في المتوسط انخفاضًا كبيرًا في التفكير الانتحاري، من مستوى عالٍ قبل التجربة إلى أقل من العتبة السريرية بحلول الأسبوع السادس من التجربة.
“لقد عاش هؤلاء المرضى في حالة ميل إلى الانتحار لفترة طويلة جدًا كما عانوا من مجموعة من الحالات النفسية، بما في ذلك الاضطرابات المزاجية والقلق واضطرابات الشخصية، وقد فقد الكثير منهم الأمل في الشفاء”.
كان للعلاج فوائد طويلة الأمد أيضًا، حيث أظهر 50 ٪ من المشاركين تحسنًا ملحوظًا عند المتابعة في مرحلة ما بعد الكيتامين في الأسبوع العاشر. كانت النتائج متوافقة مع الدراسات السابقة لاستخدام الكيتامين الوريدي، مما يشير إلى أن الكيتامين الفموي هو خيار علاجي قابل للتطبيق للميل إلى الانتحار المزمن.
كما أضاف الطبيب كان: “إن الإعطاء عن طريق الوريد غزوي ومكلف ومعزز للتفاعلات الضائرة بفرصة أكبر بسبب حقنه مباشرة في مجرى الدم”. “لذلك من المنطقي أنه من الأسهل والأسرع كثيرًا إعطاء جرعة فموية سريريًا”.
قام جيم لاغوبولوس مدير معهد طومسون بجامعة جنوب كاليفورنيا والمشرف على الدراسة بالبحث عن الفوائد العلاجية المحتملة للكيتامين لمدة 20 عامًا، وقال إن النتائج كانت تحمل تطورًا ملحوظًا.
كما أضاف لاغوبولوس: “كان لدينا أيضًا مجموعة معقدة جدًا من المرضى الذين يعانون من مجموعة متنوعة من الحالات مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الشخصية الحدية – وجميع العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية الميل إلى الانتحار – ومع ذلك لا يزال العلاج فعال عبر المجموعة”.
“وهذا يعني أن المجموعة التجريبية كانت ممثلة للمجتمع الذي نخدمه، حيث غالبًا ما يكون الميل إلى الانتحار مصحوبًا بحالة مرضية آخرى أو أكثر. لذا فإن مثل هذه النتائج عبر الطيف السريري مشجعة للغاية”.
على الرغم من أن هذه الدراسة كان بها بعض القصور – حيث أنه لم يكن هناك مجموعة علاج تمويهي أو مجموعة مراقبة – إلا أنها قدمت دلائل مشجعة على جدوى علاجات الكيتامين.
حيث أظهرت النطاق الذي يمكن فيه تعديل الجرعة وفقًا لفيزيولوجيا المريض وتحمله للعلاج، وفي نفس الوقت تقليل الميل إلى الانتحار.
مترجم عن: https://cosmosmagazine.com/people/behaviour/quick-saviour/
صيدلانية خريجة كلية الصيدلة جامعة المنصورة-مصر 2009، حاصلة على البورد الأمريكي في العلاج الدوائي.