ارتباط الاستخدام طويل الأمد للميتفورمين بقلة عدد حالات سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الأستروجين (ER+)
يقول الباحثون أن النساء المصابات بداء السكري من النوع 2 اللاتي عولجن بالميتفورمين كان لديهن معدل إصابة منخفض بالنوع الأكثر شيوعًا من سرطان الثدي، وهو الورم الإيجابي لمستقبلات هرمون الاستروجين (ER)، خلال متابعة متوسطة لما يقرب من 9 سنوات في دراسة مستقبلية أجريت على أكثر من 44000 سيدة في الولايات المتحدة.
وعلى النقيض، أظهرت النتائج أيضًا ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي السلبي لمستقبلات الأستروجين وسرطان الثدي الثلاثي السلبي لدى النساء المصابات بداء السكري من النوع 2 اللاتي تلقين الميتفورمين، على الرغم من قلة أعداد الحالات.
قال كبير المؤلفين ديل بي ساندلر، حاصل على الدكتوراه، رئيس قسم علم الأوبئة في المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية (NIEHS)، حديقة تراينجل للأبحاث، نورث كارولينا، في مقابلة: “استنتاجنا أن الإصابة بداء السكري من النوع 2 يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولكن تناول الميتفورمين قد يحمي من الإصابة بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبل الأستروجين – ولكن ليس الأنواع الأخرى من سرطان الثدي – مقبول بيولوجيًا ويدعمه نتائجنا، على الرغم من أن بعض [نقاط النهاية] ليست ذات دلالة إحصائية”.
وأضاف ساندلر: “من بين النتائج التي توصلنا إليها والتي ليست ذات دلالة إحصائية، هناك العديد من النتائج التي ساعدتنا في الحصول على تصورٍ أفضل للعلاقة بين داء السكري من النوع 2 وتناول الميتفورمين، وخطر الإصابة بسرطان الثدي”.
نُشرت النتائج على الإنترنت في 28 يناير في مجلة حوليات علم الأورام بواسطة يونغ مون مارك بارك، طبيب، دكتوراه في الطب، وهو الآن عالم أوبئة في جامعة أركنساس للعلوم الطبية في ليتل روك، وزملائه.
قالت سارة بي كيت، طبيبة جراحة سرطان الثدي في مركز ماونت سيناي الطبي في مدينة نيويورك، والتي لم تشارك في الدراسة: “بالتأكيد، يساعد الميتفورمين في إنقاص الوزن، المرتبط بسرطان الثدي الناتج عن هرمون الاستروجين، لذلك قد يفسر هذا سبب إصابة عدد أقل من المريضات بهذا النوع من سرطان الثدي”.
وضع يصعب فهمه…..بدون استنتاجات واضحة حتى الآن
ولكن في مقدمة مصاحبة، تقول آنا إي لومان، حاصلة على درجة الدكتوراه، وباميلا جودوين، طبيبة، أنه في حين أن هذه “دراسة حشدية مستقبلية كبيرة ومصممة جيدًا”، فإنها تروي قصة معقدة.
ولاحظوا أن “تقرير بارك يُعَدُ إضافةً إلى الأدلة المتزايدة التي تربط داء السكري من النوع 2 وعلاجه بمخاطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن الاستنتاجات النهائية بشأن هذه الارتباطات ليست ممكنة بعد”.
ربما تكون النتائج “السلبية إلى حد كبير” للدراسة الجديدة قد حدثت جزئيًا لأن الدراسة الحشدية تضمنت فقط 277 امرأة مصابات بداء السكري من النوع 2 تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي، كما يلاحظ لوهمان، من مركز لندن للعلوم الصحية، جامعة ويسترن أونتاريو، وجودوين، من مستشفى جبل سيناء، تورنتو، أونتاريو، كندا.
وكتبوا “من الواضح أن هذا مجال مهم وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحث لكشف لغز الارتباطات المتشابكة بين داء السكري من النوع 2 وعلاجه وخطر الإصابة بسرطان الثدي”.
كما لاحظوا أن فحص تأثيرات الميتفورمين في دراسات مثل دراسة المجموعة الكندية للسرطان MA.32 ، وهي المرحلة الثالثة من تجربة سريرية أجريت على 3500 امرأة مصابة بسرطان الثدي في المرحلة المبكرة من سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمون واللاتي يتم توزيعهن بشكل عشوائي في مجموعات الميتفورمين أو الدواء الوهمي لمدة تصل إلى 5 سنوات بالإضافة إلى العلاج المساعد القياسي، سيوفر المزيد من الأفكار. ومن المقرر الانتهاء من الدراسة في فبراير 2022.
تتبعت الدراسة النساء اللاتي كانت أخواتهن مصابات بسرطان الثدي
تأتي البيانات الجديدة من دراسة سيستر ستدي (Sister Study)، التي تابعت أكثر من 50000 امرأة ليس لديهن تاريخ للإصابة بسرطان الثدي ولديهن شقيقات أو أخوات غير شقيقات مصابات بسرطان الثدي. أدرجت الدراسة، التي أجراها المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية، نساءً تتراوح أعمارهن بين 35 و 74 عامًا من جميع الولايات الأمريكية الخمسين وبورتوريكو في 2003-2009.
استبعد التحليل الحالي النساء اللاتي لديهن تاريخ من أي نوع آخر من السرطان، أو بيانات مفقودة حول داء السكري، أو تشخيص غير مؤكد لسرطان الثدي أثناء الدراسة، مما خلّف 44،541 حالة متاحة للدراسة. عند البدء، كانت 7% من النساء مصابات بداء السكري من النوع 2، و 5% أخريات أصبن بداء السكري من النوع 2 لأول مرة أثناء المتابعة.
من بين المصابات بالسكري، تلقت 61% العلاج بالميتفورمين إما بمفرده أو مع أدوية أخرى مضادة لداء السكري.
خلال متابعة متوسطها 8.6 سنوات، تم تشخيص 2678 امرأة بسرطان الثدي الأولي، إما سرطان غازي أو سرطان قنوي موضعي.
في سلسلة من التحليلات متعددة المتغيرات التي تم تعديلها وفقًا للعديد من المحيرات المحتملة، وجد المؤلفون أنه بشكلٍ عام لم يكن هناك ارتباط بين داء السكري وحدوث سرطان الثدي، مع نسبة خطر قدرها 0.99 مقارنة بالنساء غير المصابات بداء السكري.
بينما قال ساندلر، “هناك سبب بيولوجي قوي لافتراض أن داء السكري من النوع 2 يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ونتائج الدراسات السابقة تدعم ذلك.”
ارتباط الميتفورمين بسرطان الثدي
النساء المصابات بداء السكري من النوع 2 اللاتي تلقين الميتفورمين كان لديهن معدل أقل بنسبة 14 % من سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الأستروجين مقارنة بالنساء المصابات بداء السكري اللاتي لا يتناولن الميتفورمين، وهو ارتباط غير مؤثر.
بين النساء اللاتي تناولن الميتفورمين لمدة 10 سنوات على الأقل، كان الانخفاض المرتبط في سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الأستروجين مقارنة بأولئك اللاتي لم يتناولنه هو 38%، وهو فارق فقد الأهمية للتو، مع فاصل ثقة 95% من 0.38-1.01.
في المقابل، زادت حالات سرطان الثدي السلبية لمستقبلات الأستروجين وثلاثية السلبية في النساء المصابات بداء السكري اللاتي يتناولن الميتفورمين. أظهرت نسبة الخطر للأورام السلبية لمستقبلات الأستروجين زيادة نسبية غير ملحوظة بنسبة 25 % في النساء اللاتي يتناولن الميتفورمين وزيادة كبيرة بنسبة 74 % في السرطانات ثلاثية السلبية.
لاحظ المحررون، على الرغم من أن “عدد المريضات اللاتي تبين أنهن مصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي كان صغيرًا … [لذلك] لا يمكننا استخلاص أي استنتاجات منه لتغيير الممارسة.”
وختامًا، يكرر بارك وزملاؤه: “تحليلنا يتوافق مع التأثير الوقائي المحتمل للميتفورمين ويقترح أن الاستخدام طويل الأمد للميتفورمين قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي المرتبط بداء السكري من النوع 2.”لم تتلق الدراسة أي تمويل تجاري. أبلغ ساندلر وبارك ولومان وجودوين وكيت عن عدم وجود علاقات مالية ذات صلة.
يمكنك الاطلاع على المقال الأصلي من خلال هذا الرابط www.medscape.com/viewarticle/945174
صيدلانية، حاصلة على البورد الأمريكي في العلاج الدوائي، صيدلي مجتمع ومحاضر في إحدى المؤسسات الصيدلية. تعمل في كتابة المحتوى الطبي وكمترجم طبي مستقل للعديد من الشركات المصرية والأجنبية.