صحة المراهقين النفسية في زمن وسائل التواصل الاجتماعي
المصدر :
Social Media Interventions for Adolescents and Young People with Depression and Psychosis
Olga Santesteban-Echarri, Mario Álvarez-Jiménez, and Simon M. Rice
(pages : 188-189)
تعتبر فترة المراهقة الفترة العمرية الأكثر ملاءمة لظهور وتطور العقد النفسية. حيث كشفت دراسات عن ارتفاع في معدل حدوث الاضطرابات النفسية التي تبلغ ذروتها بين فترة المراهقة وبدايات سن البلوغ [12]. وكشفت الدراسات أيضا انه عادةً ما يتردد المراهقون والشباب في طلب المساعدة المختصة، كما أن نقص طلب المساعدة بين الشباب يشكل أمرا مثيرا للقلق بشكل خاص، حيث تشير التقديرات إلى أن ما يقرب 13٪ فقط من الشباب الذكور الذين يحتاجون إلى دعم نفسي يسعون للحصول على هذا الدعم [13]. كما أنه عادة ما يتم تشجيع المراهقين والشباب الذين يطلبون المساعدة في النهاية لحل مشاكلهم النفسية على القيام بذلك من قبل آبائهم وأمهاتهم [14]. ومع ذلك، فيبدو أن المنصات الرقمية قد أثرت في سلوكيات طلب الدعم النفسي لدى المراهقين والشباب. فعلى سبيل المثال ، عندما تكون هناك خدمة متاحة عبر الإنترنت ، فمن المرجح أن يطلب المراهقون والشباب المساعدة بشكل مستقل عبر الإنترنت [15]. وبناء عليه، فقد يكون دمج خدمات الدعم النفسي مع خدمات الوسائط الاجتماعية أمرا مستحسنا خاصة خلال فترة المراهقة. وقد ارتبطت التحسينات في المعايير الأخرى المتعلقة بالمشاركة في الخدمات الصحية أيضًا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تنظيم المواعيد، وزيادة الالتزام بالأدوية ، ونشر ثقافة الصحة النفسية [16]، وتعزيز التواصل مع المعالجين المتخصصين [7]. وفيما يتعلق بالصحة النفسية، قد يكون دمج العلاج الذي يتم عبر الإنترنت و خدمات التواصل الاجتماعي بديلاً صالحًا أو عاملا مساعدًا لبعض الأشخاص الذين قد يفضلون الحصول على الدعم النفسي عبر الإنترنت والتواصل الافتراضي بدلاً من التدخلات العلاجية المباشرة [17]. ومع ذلك، ما يزال الباحثون يحاولون الفصل في ما إذا كان استخدام خدمات التواصل الاجتماعي بديلا للعلاج أو عاملا مساعدا سيكون أكثر فائدة لبعض المرضى وقدراتهم وتفضيلاتهم. وعلى الرغم من استخدام ما يمكن تسميته “بالرعاية المختلطة” (أي مزج المكونات المتنقلة أو عبر الإنترنت مع الرعاية المباشرة) بشكل تدريجي في مجال الصحة النفسية والعقلية، فيمكن التساؤل بخصوص التركيبة المثلى. وتبقى هذه المسألة معقدة وتحتاج إلى مزيد من البحث [18].
وتوفر تقنيات المعلومات والاتصالات الجديدة فرصة جيدة لتحسين وحتى تطوير طريقة تقديم التدخلات العلاجية والاستشارية لعلاج الاضطرابات النفسية [19]. وقد يؤدي دمج خدمات التواصل الاجتماعي في التدخلات العلاجية عبر الإنترنت إلى سد الفجوة على وجه التحديد تلك الخدمات التي تستهدف الأطفال والمراهقين، وبين خدمات الرعاية المجتمعية وخدمات الرعاية الأولية، وبين خدمات الشباب المتخصصة (مثل خدمة headspace ومركز الوقاية و التدخلات في وقت مبكر لمنع الذهان في أستراليا والمؤسسات الوطنية الأسترالية التي تقدم خدمات الصحة النفسية للتدخل المبكر لدعم المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12-25 سنة [20 ، 21]) والرعاية المعتادة التي تعمل على تحسين الإشراك طويل الأمد مع خدمات الصحة النفسية [22 ، 23]. ومن المحتمل أن يكون دمج خدمات التواصل الاجتماعي ضمن تدخلات الصحة النفسية بديلاً فعالاً من حيث التكلفة، حيث سيساعد في الحفاظ على نتائج خدمات التدخل المبكر المتخصصة نظرًا لإمكانية وصولها إلى جزء كبير من الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم النفسي [24 ، 25]. وقد تكون التدخلات القائمة على وسائل التواصل الاجتماعي فعالة أيضا بسبب استخدام المراهقين والشباب الواسع للتقنيات الجديدة عموما، والمرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية خصوصا [26 ، 27]. كما أن التدخلات العلاجية الرائدة في استخدام هذه التقنيات قد تلعب دورًا محوريًا في تقديم الدعم النفسي المتواصل للحفاظ على النتائج السريرية للخدمات المتخصصة التي تتم بشكل مباشر. إلا أن استخدام هذه التقنيات الجديدة قد يواجه تحديات كبيرة في مجال الصحة النفسية مثل مدى الوصول إلى الخدمات والمشاركة فيها [22].
وعلى الرغم من الفوائد المحتملة، يبقى السؤال ما إذا كانت التدخلات التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة التفاعل الاجتماعي عبر الإنترنت ستسهل وتحسن السلوك الاجتماعي طويل الأمد ونمط الحياة. فمثلا، رغم كون ثلاثة من كل أربعة مرضى شبان مصابين بالنوبة الأولى من الذهان (FEP) يظهرون تفاعلا إيجابا بعد الخضوع للعلاج [28-30]، يعاني العديد من الأفراد المصابين بهذا المرض من ضعف في التعافي الوظيفي ويبقون في حالة عزلة اجتماعيًا [29]. كما يعاني 30٪ من المراهقين والشباب المصابين باضطرابات مزاجية ناشئة عن ضعف وظيفي [31].
والأهم من ذلك ، يكون التعافي الوظيفي (أي الاحتكاك مع المسارات الوظيفية والتعليمية) النتيجة الأكثر تقديرا عند المرضى [32].
إلا أن مجال الصحة النفسية في العالم الافتراضي يبقى فتيا ويشهد نقصا في الدراسات ذات النتائج طويلة المدى حول تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتفاعلاتها على السلوك بشكل عام بسبب المراحل المبكرة التي يعيشها هذا المجال.
المراجع المعتمدة في المقال:
7. O’keeffe GS, Clarke-Pearson K. The impact of social media on children, adolescents, and families. Pediatrics. 2011;127:800–4
12. Polanczyk GV, Salum GA, Sugaya LS, et al. Annual research review: a meta-analysis of the worldwide prevalence of mental disorders in children and adolescents. J Child Psychol Psychiatry. 2015;56:345–65
13. Slade T, Johnston A, Teesson M et al. The mental health of Australians 2. Report on the 2007 National Survey of mental health and wellbeing. Department of Health and Ageing, Canberra. 2009
14. Rickwood D, Deane F, Wilson CJ, et al. Young people’s help-seeking for mental health problems. Advancement of Mental Health. 2005;4:1–34.
15. Rickwood D, Mazzer KR, Telford NR. Social influences on seeking help from mental health services, in-person and online, during adolescence and young adulthood. BMC Psychiatry. 2015;15:40.
16. Krishna S, Austin-Boren S, Balas EA. Healthcare via cell phones: a systematic review. Telemedicine e-Health. 2009;15:2–4.
17. Houston TK, Houston TK, Cooper LA, et al. Internet support groups for depression: a 1-year prospective cohort study. Am J Psychiatr. 2002;159:2062–8.
18. Wentzel J, Van Der Vaart R, Bohlmeijer ET, et al. Mixing online and face-to-face therapy: how to benefit from blended care in mental health care. JMIR Mental Health. 2016;3:e9.
19. Ben-Zeev D. Mobile technologies in the study, assess-ment, and treatment of schizophrenia. Schizophr Bull. 2012;38:384–5.
20. Rickwood D, Telford N, Mazzer K, et al. The ser-vices provided to young people by headspace centres in Australia. Med J Aust. 2015;202:533–7.
21. Rickwood DJ, Telford NR, Parker AG, et al. Headspace—Australia’s innovation in youth mental health: who are the clients and why are they presenting? Med J Aust. 2014;200:108–11.
22. Álvarez-Jiménez M, Gleeson JF, Bendall S, et al. Internet-based interventions for psychosis: a sneak-peek into the future. Psychiatr Clin N Am. 2012; 35:735–47.
23. Andersson G, Titov N. Advantages and limitations of Internet-based interventions for common mental disorders. World Psychiatry. 2014;13:4–11.
24. Álvarez-Jiménez M, Gleeson JF, Rice S, et al. Online peer-to-peer support in youth mental health: seizing the opportunity. Epidemiol Psychiatr Sci. 2016;25(2):123–6.
25. Fraser S, Randell A, Desilva S, et al. E-mental health: the future of youth mental health? In: Research Bulletin. Melbourne, Victoria. 2016.
26. Burns J, Morey C. Technology and young people’s mental health and wellbeing. In: Bennet DL, Towns SJ, Elliot EJ, Merrick J, editors. Challenges in adolescent health: an Australian perspective. Melbourne: International Academic Press; 2008.
27. Park J, Lee DS, Shablack H, et al. When perceptions defy reality: the relationships between depression and actual and perceived Facebook social support. J Affect Disord. 2016;200:37–44.
28. Cassidy CM, Norman R, Manchanda R, et al. Testing definitions of symptom remission in first-episode psychosis for prediction of functional outcome at 2 years. Schizophr Bull. 2010;36:1001–8.
29. Lieberman J, Jody D, Geisler S, et al. Time course and biologic correlates of treatment response in first-episode schizophrenia. Arch Gen Psychiatry. 1993;50:369–76.
30. Tohen M, Strakowski SM, Zarate C, et al. The McLean-Harvard first-episode project: 6-month symptomatic and functional outcome in affective and nonaffective psychosis. Biol Psychiatry. 2000;48:467–76.
31. Scott J, Scott EM, Hermens DF, et al. Functional impair-ment in adolescents and young adults with emerging mood disorders. Br J Psychiatry. 2014;205:362–8.
32. Iyer SN, Mangala R, Thara R, et al. Preliminary findings from a study of first-episode psychosis in Montreal, Canada and Chennai, India: comparison of outcomes. Schizophr Res. 2010;121:227–33.
تم تحديث المقال في 3 أكتوبر 2024
مترجم مغربي، خبرة تتجاوز عشر سنوات في مجال العمل الحر في الترجمة. حيث بدأت مساري طالبا للغات والترجمة، فحصلت على درجة الباكالوريوس في اللسانيات الإنجليزية(2014)، وأيضا باكالوريوس جامعي متخصص في الترجمة متعددة اللغات ( 2015)، بالإضافة إلى ماجستير متخصص في دراسات الترجمة والترجمة المتخصصة وتكنولوجياتها (2018). وماجستير في تخصص الترجمة المتخصصة في التواصل والتجارة الدولية في إسبانيا (2020)، وحاليا أحضر لشهادة الدكتوراه في مجال الترجمة المتخصصة بجامعة فيغو الإسبانية.
اشتغلت خلال مساري المهني، وما زلت، مع مجموعة من الأفراد والشركات وكذا وكالات الأنباء مترجما مستقلا للنصوص ومقاطع الفيديو، خاصة العلمية منها والطبية.