تحوّل المبيد السام إلى علاج ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
تعد الإن-أريل-سي-نيتروزول (N-Aryl-C-nitrozoles) فئة هامة ضمن المركبات غير متجانسة الحلقة حيث تستخدم كمبيدات حشرية ومبيدات فطرية. ومع ذلك، قد تكون هذه المواد سامة للإنسان وتسبب طفرات. ونظرًا لعدم استخدامها تكرارًا، فهناك القليل مما يخصها من بيانات في مراجع الكيمياء الطبية. رغم ذلك، فقد اِقتُرِح مؤخرًا أنه يمكن لهذه المجموعات من المركبات – والتي عادة يجب تجنبها – المساعدة في محاربة البكتريا المسببة للأمراض. غير أنه، يجب تنفيذ قدر كبير من العمل على المستوى الجزيئي؛ لتقليل التأثيرات السامة، والتحسين الدقيق للبيئة الجزيئية للمركبات النيتروجينية العطرية غير المتجانسة (nitro-heteroaromatic) “الرأس الحربي”.
وأُثبت صحة هذا النهج في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من خلال تطوير الأدوية المضادة لمرض السل (ديلامانيد وبريتومانيد)، والمعتمدة حاليًا للاستخدام الطبي. فهي تعمل بمثابة الأدوية الأولية، أي أن المادة نفسها غير نشطة، ولكنها تكتسب صفات جديدة في حال دخولها الجسم.
وفقًا لهذا العمل، يبحث علماء – من جامعة البلطيق الفيدرالية بالتعاون مع زملائهم من جامعة ولاية سانت بطرسبرغ، ومعهد لويس باستور لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة، ومعهد بحوث علم أمراض الرئة في سانت بطرسبرغ – عن أدوية مضادة للبكتيريا فعالة، وذلك بدراسة مختلف مركبات النيتروجين العطرية غير المتجانسة مع مجموعة نيترو، التي يمكن استخدامها في الطب بشكل أكبر.
عُثر على المركب OTB-021 الذي يعمل جيدًا ضد السلالات الحساسة للأدوية من مسببات مرض السل، ولكنه كان عاجزًا ضد سلالات من مسببات الأمراض التي تنتمي إلى ما يُدعى لوحة إسكابي (ESKAPE). يشير الاختصار إسكابي (ESKAPE) إلى اسماء أنواع البكتيريا والتي تُكوِّن مقاومة لأغلب المضادات الحيوية: وهم المكورات المعوية البرازية Enterococcus faecium ) )، المكورات العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus ))، الكلبسيلا الرئوية Klebsiella pneumoniae ))، بكتيريا الراكدة البومانية ( Acinetobacter baumannii )، والزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa ))، والأمعائية المرياحة Enterobacter aerogenes )). وهذا نوع من التلاعب اللفظي: حيث أن كلمة “إسكابي” “eskape” تشبه كلمة “إسكيب escape””، والبكتيريا التي تنتمي لهذه اللوحة معروفة بمقاومتها لأغلب المضادات الحيوية المتعارف عليها، أي، تبدو وكأنها تفلت من الأدوية. “
لقد أنشأ العلماء سلسلتين تصاوغيتين (متطابقتين في الترتيب الذري) القائم علي المركب OTB-021؛ كي يمكنه التأثير على تلك البكتيريا المسببة للأمراض. ولفهم كيفية التعديل على المركب؛ فقد غيرت المجموعات الأمينية موقعها لجعل النواة الغنية بالنيتروجين العطري للمادة أكثر إحكامًا؛ مما يقلل من سمية المادة. كما اختُبرت حساسية الكائنات الدقيقة (microorganisms) عبر طريقة الانتشار القرصي للمركب الجديد. وجرى قياس لمناطق تثبيط نمو البكتيريا تحث تأثير أقراص المضاد الحيوي والمحلول المجفف للمركب في أطباق بتري.
واتضح أن مجموعة البكتريا إسكابي (ESKAPE) قد قُمعت بسهولة. وأظهر الحد الأدنى من تركيز المادة الكيميائية – التي تمنع نمو البكتيريا (ميكروجرام/مل) للمادة المختبرة – نتيجة مماثلة لاستخدام مل من المضاد الحيوي سيبروفلوكساسين: على سبيل المثال، 0.3 ميكروجرام/مل للمضاد الحيوي المخصص للمكورات المعوية يعمل بمثابة 2 ميكروجرام/مل من إحدى المواد الجديدة.
قال ميخائيل كراسافين، دكتور في العلوم الكيميائية، وأستاذ أكاديمية العلوم الروسية، وأستاذ وباحث في جامعة إيمانويل كانط البلطيق الفيدرالية: “لقد طورنا، وولفنا، واختبرنا سلسلتين تصاوغيتين من النظائر الجديدة تُغير من موقعها في الهيكل بدءًا من هيكل المركب OTB-021 مضاد المتفطرات الذي لم يحدث أية فاعلية ضد مسببات الأمراض إسكابي (ESKAPE). هذه المركبات يمكنها تثبيط نمو كل مجموعة بكتيريا مسببات الأمراض إسكابي (ESKAPE). على الأرجح، سيساعدون في تطوير أدوية جديدة فعالة ضد الأمراض البكتيرية، التي يصعب علاجها في بعض الاحيان”.
مترجم عن:
صيدلانية، تخرجت في جامعة عين شمس عام 2016، وأعمل مترجم طبي مستقل.
