الوقت المقدر للقراءة 2 دقيقة

باحثون: ثمة علاقة متناغمة بين ارتداء الكمامة وتحسن الصحة

باحثون: ثمة علاقة متناغمة بين ارتداء الكمامة وتحسن الصحة
عدد كلمات المقال: 577 كلمة

منذ ظهور داء الفيروس التاجي 2019 (كوفيد- 19) الناجم عن فيروس كورونا -2 المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS-CoV-2) ، طُبِّق ارتداء الكمامة الإجباري في العديد من البلدان.

يمكن أن يساعد ارتداء كمامات الوجه أو الأغطية في تقليل خطر الإصابة بـمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم الذي يسببه فيروس كورونا – 2، لأنها تمنع دخول قُطيرات الجهاز التنفسي المُعدية. في الوقت نفسه ، يمنع القطيرات من الوصول إلى الأشخاص عند العطس أو السعال أو التحدث أو التنفس.
وجد فريق من الباحثين في جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة أن ارتداء غطاء الوجه يعزز الصحة النفسية، فالأشخاص الذين ارتدوا أغطيةً للوجه أو كمامات يتمتعون بصحة نفسية وعامة (رفاهية) أفضل من الأشخاص الذين لم يفعلوا ذلك معظم الوقت.
استطلعت الدراسة، المنشورة على خادم مسودات الأبحاث medRxiv *، أكثر من 11,000 مشارك في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

تغطية الوجه
توصي منظمة الصحة العالمية بارتداء كمامة للوجه كجزء من استراتيجية شاملة للتخفيف من انتقال فيروس كورونا – 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم. لا يكفي استخدام الكمامة وحدها لتوفير الحماية الكافية، ولكنها فعالة إلى جانب تدابير مكافحة العدوى الأخرى.
كما توصي وكالة الصحة الأشخاص بارتداء كمامة إذا كانوا بالقرب من أشخاص آخرين، فعند ارتداء الكمامة بشكل صحيح، يجب أن تُغطي الأنف والفم والذقـن.
وفي الوقت نفسه، تحث المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الجمهور على ارتداء أغطية الوجه المصنوعة من القماش، بينما الأقنعة الجراحية والطبية مخصصة للعاملين في مجال الرعاية الصحية. ويكمن السبب في تجنب استنفاد إمداد هذه المعدات الطبية الذي يُعَّد أمرًا حاسمًا في حماية العاملين في الخطوط الأمامية.

الدراسة
لقد أجرى الفريق تحليلات طولية (طولانية) في المملكة المتحدة. وللوصول إلى نتائج الدراسة، جنَّد الفريق المشاركين الذين أكملوا مسوحات كوفيدلايف CovidLife، وجُمعت البيانات عبر منصة Qualtrics بين أبريل ويونيو 2020، وقُيمَت نتائج الصحة النفسية للمشاركين.
كشف الباحثون أن الالتزام بإرشادات تغطية الوجه ليس له علاقة بصحة نفسية أكثر سوءًا، كما وجد الفريق أن الأشخاص الذين يرتدون الكمامات دائمًا يتمتعون بصحة نفسية أفضل من الأشخاص الذين لا يرتدونها.
ومن ثم، تُظهر الدراسة أن ارتداء أغطية الوجه أو الكمامات لن يؤثر سلبًا على الصحة النفسية في كثير من الأحيان.
كشفت نتائج الدراسة أن احتمالات الشعور بالقلق كانت أقل بنسبة 58٪ بين الأشخاص الذين ارتدوا كماماتهم بشكلٍ دائمٍ. وكانت احتمالية الإصابة بأعراض الاكتئاب أقل بنسبة 25٪ بين الأشخاص الذين ارتدوا كماماتهم معظم الوقت، وأخيرًا، كانت احتمالات الشعور بالوحدة أقل بنسبة 67٪ بين الأشخاص الذين ارتدوا كماماتهم بشكلٍ دائمٍ.
ودوَّن الباحثون في الورقة البحثية: “في الواقع، يبدو أن العكس هو الصحيح: يرتبط التقيد القوي بالإرشادات بارتباطٍ أقل بالقلق والوحدة، وزيادة الرضا عن الحياة والرفاهية”.
توصلت الدراسة إلى توافق في الآراء مع الدراسات السابقة التي وجدت أن عدم الالتزام بقاعدة ارتداء كمامات الوجه يمكن أن يُنظر إليه بشكل سلبي من قبل الآخرين. إنه يكشف عن الجانب الآخر لسلوك الالتزام، على الرغم من الوصم أو الانزعاج من احتمالية إضرار ارتداء الكمامات من عدمها بالصحة النفسية والرفاهية.
ومع ذلك، فقد أكد الفريق أن ارتداء كمامات الوجه وحدها لا يكفي للوقاية من الإصابة بـ فيروس كورونا – 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم. يعد الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى مثل غسل اليدين بانتظام والحفاظ على تباعُد اجتماعي وتجنب الأماكن المزدحمة من العوامل الحاسمة التي يجب تطبيقها جنبًا إلى جنب مع أغطية الوجه.
وتوصل الفريق إلى أن: “بياناتنا تقدم دليلًا قويًا على أن اتباع الإرشادات الحكومية بشأن تغطية الوجه يرتبط بصحة ورفاهية نفسية أفضل وليس أسوأ”.
وأضافوا: “هذا الدليل يُمكن أن يكون حافزًا مهمًا لاستمرار الدعوة من قبل صانعي السياسات والتزام أفراد الجمهور به”.

*ملاحظة هامة
تنشر medRxiv تقارير علمية أولية لم تتم مراجعتها من قبل الأقران ، وبالتالي لا ينبغي اعتبارها إرشادات قاطعة للممارسة السريرية أو السلوك المتعلق بالصحة ، أو التعامل معها على أنها معلومات ثابتة.

المصدر الأصلي:

https://www.news-medical.net/news/20201224/Researchers-find-correlation-between-consistent-mask-wearing-and-improved-well-being.aspx

تم تحديث المقال في 3 أكتوبر 2024

سعد شبير

خريج كلية الصيدلة - جامعة الأزهر/ غزة سنة 2006، مارس العمل في عدة صيدليات خاصة، ثم اتجه إلى ممارسة الترجمة الطبية والعلمية، تعاون مع عدة مراكز ودور نشر وشركات للترجمة.