الوقت المقدر للقراءة 4 دقيقة

المضادات الحيوية: المفاهيم المغلوطة عند المريض

المضادات الحيوية: المفاهيم المغلوطة عند المريض
عدد كلمات المقال: 1,051 كلمة

• المريض: “دكتور، أعاني من نزلة برد، هل يمكنك أن تصف بعض المضادات الحيوية ؟

• الابن: “أمي، حلقي يؤلمني” الأم: “تناول بسرعة بعض الأدوية المضادة للالتهاب، لتقليل الالتهاب

• الزوج: “أوه، زوجتي، أترين درجة حرارتك قد بلغت 38.5 درجة مئوية، لا تتسرعي في تناول بعض الأدوية المضادة للالتهاب!

لا بد وإنك قد مررت بمثل هذه المشاهد من قبل، عندما يتعلق الأمر بالأدوية المضادة للبكتيريا أو المضادات الحيوية، يجب أن يكون المريض على دراية بكيفية استخدامها. في بعض الأحيان يعتبرها بعض المرضى “دواء سحريا” فيستخدمونها في علاج الأمراض سواء أكانت خطيرة أو بسيطة. القليل فقط من يعلم أن تناول الأدوية المضادة للبكتيريا ليس  فعالا في جميع الحالات، وقد يتسبب في تأخير الحالة، بل يمكن أن يسبب ضررًا مثل مقاومة البكتيريا للأدوية والأثار الجانبية السلبية، فهي في الواقع “سلاح ذو حدين”.

أولا، ما الأدوية المضادة للبكتيريا؟ وماذا تعالج؟

كما هو معلوم، تشير الأدوية المضادة للبكتيريا إلى الأدوية التي تثبط البكتيريا وتقتلها، بما في ذلك الأدوية الاصطناعية (السلفوناميدات والكينولونات وما إلى ذلك) والمضادات الحيوية. وتستخدم الأدوية المضادة للبكتيريا بشكل أساسي لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا والميكروبات المسببة للأمراض المذكورة أعلاه.

في الحياة الواقعية، يشير الكثير من الناس إلى الأدوية المضادة للبكتيريا على أنها “أدوية مضادة للالتهابات”، ولكن بالمعنى الدقيق للكلمة، الاثنان مختلفان. حيث تشير الأدوية المضادة للالتهابات بشكل أساسي إلى الأدوية التي يمكن أن تمنع إنتاج أو زيادة عوامل الالتهاب وتقليله، مثل الأسبرين وغيرها من مضادات الالتهابات والمسكنات.

ثانيًا، سوء فهم استخدام الأدوية المضادة للبكتيريا.

 تعد الصين من أكثر الدول التي تستخدم الأدوية المضادة للبكتيريا، والاستخدام الرشيد لتلك الأدوية له أهمية كبيرة في تعزيز الصحة في الصين وحتى في العالم. ومع ذلك، في حياتنا اليومية، لا يزال لدى البعض سوء فهم حول استخدام الأدوية المضادة للبكتيريا. على سبيل المثال، قد يستخدم بعض الأشخاص الأدوية المضادة للبكتيريا بشكل معتاد عند الإصابة بنزلة برد أو الحمى.  والبعض يستخدمون تلك الأدوية كمضادة للالتهابات، كما يستخدمونها عند حدوث التواء في المفاصل فتصبح حمراء ومتورمة. ويعتقد البعض أن الأدوية المضادة للبكتيريا واسعة المجال أفضل من الأدوية ضيقة المجال، والجيل الجديد أفضل من القديم، والسعر الأغلى أفضل من الأرخص، إلخ.

في الواقع، تحدث الإصابة بنزلات البرد عادة بسبب الفيروسات، وإذا لم تظهر أعراض العدوى البكتيرية، فلا حاجة لاستخدام الأدوية المضادة للبكتيريا. حيث تختلف أسباب الحمى أيضًا، فالأدوية المضادة للبكتيريا فعالة فقط ضد الحمى الناتجة عن الالتهابات البكتيرية أو الميكروبية الأخرى، وليس لها تأثير على الحمى التي تسببها الفيروسات. حتى الحمى الناتجة عن الالتهابات البكتيرية لها أسباب عديدة أيضا، والاستخدام الأعمى لهذه الأدوية قد يؤخر الحالة. ومن المستحيل أيضًا تقييم الأدوية المضادة للبكتيريا بناءً على أسعارها ووقت طرحها في السوق. والأهم من ذلك، إن تناول الأدوية المضادة للبكتريا ليس فقط عديم الفائدة لصحة الفرد، ولكنه يضر أيضًا بالبيئة والنظام الطبي والصحي بشكل عام.

ثالثًا، الأضرار الناجمة عن تناول الأدوية المضادة للبكتيريا.

  1. المقاومة البكتيرية

تشير المقاومة البكتيرية إلى قدرة البكتيريا على مقاومة العلاجات الكيميائية أو العوامل المضادة للميكروبات أو المضادات الحيوية. ويعتبر تناول تلك الأدوية السبب الرئيس لمقاومة البكتيريا المكتسبة من الأدوية، وقد حددت منظمة الصحة العالمية مقاومة البكتيريا للأدوية باعتبارها “أحد التهديدات الرئيسة الثلاثة لصحة الإنسان”. وفقًا للإحصاءات، يموت 23000 شخصا كل عام بسبب الإصابة بالعدوى البكتيرية المقاومة لأدوية الأمراض المستعصية في الولايات المتحدة، ويموت 25000 شخصا كل عام في الاتحاد الأوروبي. وإذا لم يتم منع تناول الأدوية المضادة للبكتيريا في الوقت المناسب، فسيتم إنتاج المزيد والمزيد من “البكتيريا الفائقة” التي ستقاوم بشكل واسع أو كامل العديد من الأدوية المضادة للبكتيريا في المستقبل، مما يؤدي إلى عدم فعالية تلك الأدوية.

2.الآثار الجانبية للأدوية المضادة للبكتيريا.

    حملت الأدوية المضادة للبكتيريا أخبارًا سارة للمرضى المصابين منذ اختراعها، ومع ذلك، مثل هذه الأدوية التي تتسم بالجانب “الملائكي” لها جانب “شيطاني” أيضًا. فقد يتسبب الاستخدام غير الأمثل لها في حدوث تفاعلات دوائية ضارة وتفاقمها، بما في ذلك تفاعلات الحساسية، والتفاعلات المعدية المعوية، وتسمم الكلى، وتسمم الكبد، وتسمم الأذن، وتسمم الدم، والالتهابات الثانوية وما إلى ذلك. لذلك يعد الاستخدام الرشيد للأدوية المضادة للبكتيريا أمرًا ضروريًا لتقليل تلك التفاعلات الدوائية الضارة.

3.التلوث البيئي، وتدمير البيئة.

يمكن أن تصل الأدوية المضادة للميكروبات إلى البيئة من خلال مجموعة متنوعة من الطرق، بما في ذلك الفضلات البشرية، ومياه الصرف الصحي الناتجة من تربية الحيوانات وتربية الأحياء المائية، ومياه الصرف الصناعي الناتجة من إنتاج صناعة الأدوية، ومخلفات المبيدات الحيوية الزراعية، والمضادات الحيوية التي تدخل محطات معالجة مياه الصرف الصحي، وتلك التي يتم تصريفها مباشرة في المياه والتربة. فالوضع لا ينم عن التفاؤل. حيث تستمر المضادات الحيوية المتبقية على نطاق واسع في البيئة في اختيار الميكروبات، مما يؤدي إلى المزيد والمزيد من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والجينات المقاومة للمضادات الحيوية، والتي تسبب أضرارا جسيمة كامنة لصحة الإنسان واستقرار البيئة.

4.إهدار الموارد الطبية.

أظهرت دراسة أجريت عام 2014 أن الاستهلاك السنوي للمضادات الحيوية في الصين بلغ حوالي 160 ألف طن، وبلغ متوسط ​​الاستهلاك السنوي للفرد حوالي 138 جرامًا، وهو ما يعادل 10 أضعاف متوسط ​​استهلاك المضادات الحيوية في الولايات المتحدة. إن الاستخدام غير المعقول للأدوية المضادة للبكتيريا لن يتسبب في إهدار الموارد فحسب، ولكنه سيشكل أيضًا عبئًا على التنمية الاقتصادية للصين. في السنوات الأخيرة، من خلال الجهود والسيطرة المستمرة من قبل الحكومة الصينية والمنظمات الصحية المحلية، تم تحسين استخدام الأدوية المضادة للبكتيريا بشكل كبير، ولكن الحد من تناول الأدوية المضادة للبكتيريا وتعزيز الاستخدام الرشيد لها لا يزالان مهمين للغاية لتوفير الموارد الطبية وتقليل العبء الاقتصادي.

رابعاً، كيفية تجنب تناول الأدوية المضادة للبكتيريا (نصائح يجب أن يقولها الأطباء لمرضاهم):

كيف يتجنب العامة تناول تلك الأدوية؟

1. لا تشتري أو تتناول الأدوية المضادة للبكتيريا من تلقاء نفسك. فهناك أنواع عديدة من الأدوية المضادة للبكتيريا، ولكل دواء له مفعول مختلف عن الآخر، فتناول الأدوية المضادة للبكتيريا بشكل أعمى لن يؤخر الحالة فحسب، بل يحمل بين طياته أيضًا مخاطر دوائية محتملة.تناول الدواء حسب نصيحة الطبيب ليس أكثر أو أقل، ولا تتوقف أو تتناول جرعة زائدة من تلقاء نفسك.

2. يرجى إرسال الأدوية منتهية الصلاحية أو غير المستخدمة إلى أماكن تجميع الأدوية والصيدليات والمستشفيات وما إلى ذلك. لا تضعها في القمامة المنزلية. ولا تشارك تناول الأدوية المضادة للبكتيريا مع الآخرين.

3. إذا كنت تعتقد أنك تعاني من حساسية تجاه الأدوية المضادة للبكتيريا، فيجب عليك إبلاغ الطبيب، وسيحدد ما إذا كنت تعاني من الحساسية بالفعل أم لا.

4. قبل استخدام الأدوية المضادة للبكتيريا، تأكد من استشارة طبيبك أو الصيدلي حول الاستخدام المحدد والجرعة والاحتياطات.

5. اتبع عادات معيشية جيدة، اغسل يديك باستمرار، ولا تأكل السمك أو الروبيان أو اللحوم أو الدواجن غير الناضجة.

إجمالا، لا يرتبط الاستخدام العقلاني للأدوية المضادة للبكتيريا بصحة المريض فحسب، بل يرتبط أيضًا بصحة العامة وحتى البشرية جمعاء. يجب أن نتكاتف للحد من تناول الأدوية المضادة للبكتيريا وحماية الأدوية المضادة للبكتيريا من النقص والحفاظ على صحة الإنسان.

المقال الأصلي باللغة الصينية:
https://www.sohu.com/a/439123349_564023


أمنية شكري

أمنية شكري توفيق، مصرية، حاصلة على الماجستير تخصص ترجمة المصطلحات طبية بكلية الألسن جامعة عين شمس، حصلت على الليسانس 2012، حاصلة على دبلومة في الترجمة التحريرية