لغتنا هويتنا ١
في الفترة الأخيرة بدأ يظهر بشكل واضح إحلال اللغات الأجنبية (إنكليزية كانت أو غير ذلك ) محل اللغة العربية في التعاملات اليومية بشكل عام أو في المجال التعليمي بشكل خاص، وتبع هذه الظاهرة مظاهر عديدة من الإنحلال اللغوي، والنفسي ، والإنتمائي، والإنتاجي.
ولكن هل يمثل هذا الأمر أي ضرر علينا كعرب ؟!..
أجل بالطبع فهذا بدوره يقتل هويتنا التي تكمن في كوننا عربا ، فلسنا أوروبيون أو انجليزيون ولحل هذه المشكلة
سوف نتحدث عن عدة أفكار لعلاج هذه المشكلة
ففي هذه المقالة سوف نتحدث عن الفكرة الأولي و سنخصص لكل تساؤل مقالاً خاصا به …..
1- ما هو قدر اللغة العربية في عالمنا الحالي ؟
2- ما هو المطلوب عمله لإعادة سطوة اللغة العربية علي مجال التعاملات اليومية بشكل عام و التعليم بشكل خاص؟
3- ما هي المشاكل التي قد تعرض في حالة تطبيق هذه الفكرة؟
4- ما هو التطبيق العملي لهذه الفكرة؟
في الفترة الأخيرة بدأ الكثير من الناس يتصورون أن اللغة العربية أصبحت لغة ضعيفة أو بمعني آخر ليست لغة تعامل عصري فكما نري قد اتخذ بعض الشباب من الانكليزية أو الفرنسية أو غيرها من اللغات الأوربية لغة لإستعمالهم اليومي كالتعبير عن المشاعر أو إظهار الاحترام ، فأصبحت ترى الأطفال الصغار ، وحتى الكبار عندما يريدون أن يعبروا عن حبهم فتسمعه يقولون (I LOVE YOU) ، وحين يعتذرون فلا تسمع منهم ما يشابه (أنا أعتذر لك عما بدر مني) أو بالعامية المصرية (معلش ما تزعلش مني ) فقد حل محلها كلمة بسيطة مكونة من خمسة حروف وهي ( SORRY) تلك الأمور تثير إشمئزازي فأنا لا أجد في هذه الكلمات الانجليزية أي مشاعر أو أحاسيس ولا تصلح لمثل هذه الأمور مطلقا، ولكن بعيدا عن هذه المشكلة الشخصية فنحن هنا اليوم لنتحدث عن قدر اللغة العربية بين بقية اللغات، فلدينا الآن سؤال مفصلي وهو ما هو قدر اللغة العربية في عالمنا الحالي ؟
قد تعرضت لهذا التساؤل من قبل، وكان تصوري المبدئي هو أن اللغة العربية لغة عظيمة وقوية ولكن بالنسبة لأهلها ولكن النتائج كانت مختلفة تماما عما توقعت …….
فلدينا نقطتين نتحدث عنهما :
النقطة الأولى:-
وهي أن اللغة العربية تعد واحدة من ضمن أعقد أربع نظم لغوية وهم ( العربية ، الصينية ، اليابانية، الكورية)
فذلك شرف عظيم للعربية وللمتحدثين بها فلغتكم ليست لغة يتحدثها ألف أو ألفين أو ثلاث ألاف بل عدد يقدر بالملايين وذلك يجرنا إلي النقطة الثانية في قدر اللغة العربية.
النقطة الثانية:-
هل خطر ببالك ذات مرة أن تفكر في عدد اللغات المتحدث بها علي كوكب الأرض؟
دعنا أجيب لك عن هذا التساؤل ،فبعد مطالعة آخر إحصائيات الأمم المتحدة تبين أن لدينا سبعة ألاف لغة ، تنقرض لغة منهم كل أربعة عشرة يوما لصالح لغات تسمى اللغات الست الرسمية وهم ( العربية، الفرنسية ، الإنجليزية، الروسية، الأسبانية، الصينية)
فذلك معناه أن اللغة العربية ليست متوقفة عند عصور الخلافة العباسية كما يظن البعض بل هي لغة عصرية جدا حيث أنه ما من ورقة بحثية أو قانونية أو سياسية أو اقتصادية تصدر بأي لغة من اللغات الست إلا وفي الحال يصدر منها عددا باللغة العربية الفصحى من أكفئ المترجمين، وأبرزهم مجاراة للحداثة و المعاصرة.
وأمثلة هذا أي خطاب للأمم المتحدة أو بعض المجلات العلمية التي تصدر مثل ناشونال جيوغرافيك وغيرها …..
وهذا معناه يا عزيزي أن اللغة العربية ذات قدر عالي جدا ،وهي علي أكفئ مستوى من الحداثة والمعاصرة ، فليست لغة بدائية لا تتحمل مصطلحات العلم الحديثة كما تزعم بعض النظريات اللغوية فاللغات وبالأخص العربية هي نعم الوعاء الذي يسع العلوم بكل مفرادتها ومصطلحاتها .
هذا اذا تحدثنا عن التعليم أما عن الحياة اليومية ، فالأنسب لها أن تكون بالعامية البسيطة غير المتكلفة ، وليس في ذلك رجعية أو غير ذلك فجزء من جمال اللغة العربية هو وجود العامية، ولكن ما أخل بالعربية هو تطاول العامية عليها وهذا ما ذكرته الدكتورة زكريا نفوسه سعد في كتابها تاريخ الدعوة إلي العامية ، وهو ليس موضوعنا هنا .
وفي الختام أود أن أقول أن اللغة العربية ذات قدر عظيم جدا ولكنها سقطت ضحية لاستهتار أبنائها ………
يتبع…….