انعقد بالقاهرة في يوم الثلاثاء 22 جمادى الأولى سنة 1435 هجرياً الموافق 24 من مارس سنة 2014 م المؤتمر الثمانون لـمجمع اللغة العربية المنعقد تحت شعار “التعريب” حيث ناقش مجموعة من المواضيع المتعلقة بالعربية وحمايتها وذلك بمشاركة مغربية تمثلت في عضو المجمع المؤرخ عبد الهادي التازي. وفيما يلي مجموعة من التوصيات :
1- يوصي المؤتمر بضرورة اعتماد سياسة لغوية ملزمة، من شأنها التخطيط لتعريب العلوم والطب في المدارس والجامعات وإصدار القرار السياسي الملزم في هذا الشأن.
2- يؤكد المؤتمر ضرورة التنسيق في النظام التعليمي العربي، والإعلام العربي، وفي معالجة الرموز العلمية وبين جمعيات حماية اللغة العربية.
3- كما يؤكد ضرورة العمل على توحيد الجهود التي تقوم بها المجامع اللغوية والاتحادات العلمية والمنظمات العربية والمترجمون والباحثون والأكاديميون والإعلاميون حتى لا تتعدد مناهج التعريب وتتعدد بالتالي مصادر المصطلح ووجهاته بين لجوء إلى المصطلح التراثي ولجوء إلى الاشتقاق ولجوء إلى النحت، بالإضافة إلى بطء الاستجابة للمصطلحات الجديدة أمام التدفق المعرفي في العصر الذي نعيشه، في مختلف ميادين المعرفة.
4- يرى المؤتمر ضرورة أن تحرص وسائل الإعلام العربية على استخدام اللغة العربية الصحيحة، والاهتمام بنقاء هذه اللغة وسلامتها، بوصفها اللغة الشديدة التأثير والجاذبية بالنسبة لجمهور المستمعين والمشاهدين، وأن تمتد مساحة استخدامها عبر العديد من البرامج المتنوعة والمواد الدرامية وبرامج الحوار والمناقشات بالإضافة إلى المادة الإخبارية والسياسية. فبها تسهم وسائل الإعلام من إذاعات وتليفزيونات وفضائيات في إيجاد بيئة سمعية فصيحة إذا ما أُحسن استثمارها وتوظيفها. ويوصي المجمع بالنص على ذلك في مواثيق الإعلام المقترحة.
5- ضرورة التصدّي لظاهرة الازدواجية اللغوية في المجتمعات العربية بالعمل على التقريب بين المستويات الفصيحة للغة ومستويات اللهجات، وهو أمر يحقق القضاء على ظاهرة الأمية في المجتمعات العربية، والاهتمام بتطوير التعليم وجعله في مستوى احتياجات العصر ومطالبه، وتحقيق التنسيق في المنظومة التربوية بحيث تصبح العربية الفصيحة هي المستعملة في الكتب والمراجع وفي العملية التعليمية شرحًا ومناقشة ومناشط وفعاليات.
6- ضرورة العمل على استعمال اللغة الوطنية (اللغة العربية) في جميع مراحل التعليم ومختلف تخصصاته وتدريس جميع المقررات في الكليات الجامعية باللغة العربية. والاهتمام في الوقت نفسه بإتقان اللغات الأجنبية – إلى جانب إتقان العربية – دعمًا لمسيرة التعريب، والإفادة من تجارب الدول العربية وإنجازاتها في مجالات التدريس والتأليف العلمي بالعربية. والإفادة من “الترجمة الإلكترونية” في ترجمة المراجع الأساسية والمجلات العلمية، وهذا ما فعلته جميع البلدان التي حققت التنمية البشرية والتقدم الرفيع.
7- بحث التنسيق بين المجامع اللغوية وغيرها من الهيئات المعنية مثل اليونسكو العربي بالمصطلحات العلمية. والدعوة إلى عقد مؤتمر قادم تشارك فيه المجامع اللغوية العربية وعلماء العربية المختصون لتنسيق العمل في مجال وضع المصطلحات – وبخاصة مصطلحات العلوم بين المشرق العربي والمغرب العربي، والعمل على توحيد هذه المصطلحات. ويوصي المؤتمر بأن يكون مؤتمر الدورة الحادية والثمانين مخصصًا لبحث التنسيق بين المجامع اللغوية في مجال المصطلحات العلمية وتنسيق إنتاجها، والعمل على توحيدها وكيفية تسويقها وتعميمها، وربطها بحركة الترجمة، وتعريب تدريس العلوم.
8- ضرورة العمل على زيادة نسبة المحتوى الرَّقْمي بالعربية على مواقع الشبكة الدولية (الإنترنت) وهو أمر يتطلب جهودًا كبيرة على المستوى اللغوي، وعلى مستوى تقنية المعلومات وعلى مستوى دراسات المستفيدين، حتى يصبح تعامل الجامعات والوزارات والمجامع والهيئات في الدول العربية باللغة العربية، ويتحقق تكامل المعلومات في كل المواقع لتكون متاحة باللغة العربية أمام الباحث العربي، ويصبح للعربية مكانتها على الشبكة الدولية في كل مكان من العالم، وهو أحد تحديات المستقبل من أجل أن تكون العربية من بين اللغات العالمية الكبرى في نقل المعلومات عبر التقنيات المتقدمة. والعمل على تطوير المواقع الإلكترونية للمجامع العربية.
9- الدعوة إلى أن تهتم وزارات التعليم العربية بوضع منهجية وظيفية جديدة- في إعداد المعلمين وتأهليهم وتدريبهم – تركز على كيفية استخدام الفصحى الميسرة، وعلى الجوانب التطبيقية العملية في تعلمها وابتكار أساليب جديدة تؤدي إلى سهولة تعليم نحوها وصرفها وتوحيد إملائها وكتابتها، والعمل على كل ما من شأنه خدمة اللغة العربية وتطويرها من خلال سياسة الغمر اللغوي في المدرسة، بحيث تصبح اللغة الصحيحة حية ومستخدمة في مجالات الأنشطة المدرسية المتعددة طوال اليوم المدرسي للدراسة.
10- أهمية النظر إلى قضية التعريب بوصفها قضية حيوية ومصيرية للغة العربية وللمجتمعات العربية، من أجل تحقيق تنمية شاملة، وبخاصة في المجال البشري، لأن هناك علاقة وثيقة بين التعريب والنظام التربوي والتنمية البشرية، والنظر إلى التعريب بوصفه وسيلة أساسية لتحقيق مجتمع المعرفة الذي هو شرط لتحقق التنمية الإنسانية العربية، بالقيام على نشر المعرفة وتوزيعها وتقاسمها وتبادلها ونقلها بيسر وسهولة من فرد إلى آخر ومن مؤسسة إلى أخرى وتمثلها وإنتاجها وتوليدها والإبداع فيها وتوظيفها في جميع مجالات النشاط الإنساني، وبخاصة في المجال الإداري والمالي والاقتصادي.
11- يوصي المؤتمر بالعمل على إكمال مشروع الترجمة الإليكترونية لجميع مصطلحات العلوم والمؤلفات الفلسفية والعلمية وذلك لانتشار الحضارة العربية الإسلامية بين شعوب أخرى ولتمكين الباحثين من ترجمة جميع المصادر والمراجع العلمية في تعليم العلوم، وتعريبها، بالإضافة إلى ترجمة المجلات العلمية تمهيدًا لأن يصبح تعليم العلوم باللغة العربية أمرًا ميسورًا بالنسبة للأستاذ الجامعي وللطالب المتعلم في الوقت نفسه، والتوسع في إصدار معاجم العلوم الحديثة، والإفادة مما أنجز منها في مجالات الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية والإلكترونيات وعلوم البيئة والاتصالات وعلوم الفضاء، مع الاستعانة بما تم إنجازه وإقراره من قبل.
12- يؤكد المؤتمر – موافقته من حيث المبدأ – على المضي في خطوات إنجاز الشهادة الدولية في اللغة العربية، وهو إذ يحيي جهد لجنة اللغة العربية في التعليم، وما تقدمت به إلى المؤتمر في هذا المجال، يوصي بأن يحال الأمر إلى اتحاد المجامع اللغوية العربية – بوصفه مشروعًا عربيًّا يهم الوطن العربي كله لاتخاذ الخطوات العملية، الكفيلة بإنجازه على وجه السرعة.
13- يؤكد المؤتمر موافقته على ما جاء في لجنة اللغة العربية في التعليم – الخاص بالنهوض بتعليم اللغة العربية – من ضرورة إنشاء مراكز بحثية تربط بين جهود المجمع من ناحية وجهود كلية التربية في جامعة عين شمس من ناحية أخرى، كما يؤكد المؤتمر تمسكه بمطلبه السابق الذي يتمثل في ضرورة إقامة مركز لتعريب العلوم يكون تابعًا للمجلس الأعلى للجامعات كي يقوم بوظيفته في تنمية حركة التعريب ومتابعتها علميًّا.
14- النظر في إمكانية تخصيص لجنة للتعريب ضمن لجان المجمع العاملة للتنسيق والتنفيذ في ترجمة المصادر والمراجع العملية للسنة الأولى الجامعية أولًا، بمعونة علماء المجمع الأجلاء، ويتم التمويل من خلال المركز القومي للترجمة بمصر، المؤسسة المعنية بذلك، والتي تحرص على الترجمة العلمية حاليًّا.
15- العمل على التحول التدريجي من اللغات الأوربية المستخدمة في مجال الإدارة المالية والاقتصادية إلى العربية