الذكاء الاصطناعي و مستقبل العلاج
عدد كلمات المقال: 420 كلمة
ظهر الممثل الأمريكي چواكين فينيكس في فيلم الخيال العلمي (هي HER ) و قام بدور ثيودور تومبلي و هو رجل يعاني من الوحدة وقع في غرام حاسوبه الشخصي، حقيقة ليس حاسوبه و لكن نظام برنامج يستخدم الذكاء الاصطناعي، و أحداث الفيلم بوضوح خيال علمي، و لكن هل عندما يستطيع برنامج حاسوب مساعدة شخص في التغلب على الاكتئاب و الوحدة يكون هذا محض خيال ؟؟!
اعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دور هام في مستقبل التداوي و المعالجه و لكن هذا الدور لن يكون بنفس الطريقه التي تخيلها منتجو الافلام الامريكيه.
إن الذكاء الاصطناعي في أفلام الخيال العلمي مختلف تماما عن برنامج الذكاء الاصطناعي الذي طوره الباحثون اليوم . و هذا الحال يذكرني بمقوله للفيلسوف دانيال دانيت : إن كلمة السحر الحقيقي تشير الى سحر غير حقيقي أو بمعنى آخر تشير إلى الخدعة بينما السحر الحقيقي فعلا الذي يمكن ممارسته فهو شيئا آخر غير هذا السحر .
و بالمثل فإن الذكاء الاصطناعي الحقيقي الممكن استخدامه كبرنامج غير متوفر حتى الان ، فمن خلال ما قام به علماء الكمبيوتر المتخصصين في أبحاث الذكاء الاصطناعي تعلموا أن من السهل حل مشكله أو مسأله محدده عن حل أسئله متعدده أو مشاكل بالجمله ، فعلى سبيل المثال نظام حاسوب الذكاء الاصطناعي واتسون (Watson ) الذي تم تطويره في شركة IBM خصيصا للأجابه على أسئلة برنامج المسابقات المحك ( Jeopardy ) وتغلب على بقية المتسابقين و حصل على المركز الاول ، فعلى الرغم من قدرة هذا البرنامج للوصول الى قاعدة بيانات ضخمه من المعلومات العامه و المتخصصه إلا أن واتسون (Watson ) من دون تعديل أو تطوير غير قادر نهائيا على ان يؤدي مهام أخرى خارج اختصاصاته الضيقه ، و أعتقد أن الحال سيكون بالمثل بالنسبه للجيل الاول من نظام المعالجه الذكاء الاصطناعي .
و سنجد علاج فعال للكثير من الامراض النفسيه و لكن سيقوم بها من دون حتى حوار صغير.
و كنقطة بدايه يجب تطوير نموذج على غرار ( مقاس واحد يناسب الجميع one size fits all ) .
نظام المعالجه الحاسوبي سيكون شخصي أكثر و مبني على نموذج عقلي و نفسي متفرد للمستخدم و سيتم تحقيق هذا عن طريق التنظيم و الاختيار بين قاعدة البيانات الخاصة بالمعالجه السريريه و التقنيات التي تسمح للحواسيب بإمتلاك خاصية التعلم الآلي و في النهايه سيتم اقتراح و توصية استراتيجيه العلاج المناسب .
تطور و ارتقاء مثير يظهر في الأفق من أجل المعالجه النفسيه عن طريق الذكاء الاصطناعي ولكن سيكون هذا في شكل نظام معالجه حاسوبي معقد و مستمر في التطوير .
و لحسن الحظ لن يكون هناك قلق ناتج من مشكلة وقوع المريض في حب الكمبيوتر الخاص به على الأقل.
تم تحديث المقال في 16 أكتوبر 2020