اسْتهْلاك أحَدْ المُضَّادَات الحَيويَّة الشَائعَة أثْناءَ الحَمْل قَد يُؤَدي إلى تَقْليل الوَزْن عِنْد الوِلادَة وحُدوثِ الوِلادَات المُبَّكرة
وفقًا لمراجعة بحثية، تبيَّن أنَّ أحد المضادات الحيوية شائعة الاستخدام، يمكن استعماله للحد من انخفاض وزن المواليد عند الولادة وحدوث الولادات المبكرة، إذا ما تم تناوله أثناء الحمل في البلدان التي تتوطن فيها الملاريا.
لقد وجدت المراجعة المنهجية، التي قادها معهد مردوخ لأبحاث الأطفال (MCRI) ونُشرت في The Lancet EClinicalMedicine، أن المضاد الحيوي أزيثروميسين، قلل من انخفاض وزن المواليد عند الولادة والخداج في إفريقيا و آسيا، لكنه لم يقلل من معدل وفيات الرضع وحدوث العداوَى و القبول بالمستشفيات.
واستعرض الباحثون 14 دراسة أجريت في دول أفريقية وآسيوية شارك فيها 17. 594 مشاركًا.
يُعد الأزيثروميسين مضادًا حيويًا غيرَ مُكلف يستخدم على نطاق واسع لعلاج عداوى الصدر والأذن. وقد تم استخدامه في فترة الحمل على وجه التحديد في الماضي لعلاج الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، جنبًا إلى جنب مع الأدوية الأخرى المضادة للملاريا، لمنع الآثار الضارة الناشئة عن الملاريا على مصير الأم والجنين وعداوى جروح العمليات القيصرية.
وقالت الباحثة في معهد MCRI، الدكتورة ميف هيوم-نيكسون، إنه من غير الواضح ما إذا كان الأزيثروميسين سيحسن نتائج الفترة المحيطة بالولادة ومصيرحديثي الولادة في البيئات غير الموبوءة بالملاريا من عدمه، كما أن الضرر المحتمل على معدلات الإجهاض يحتاج إلى مزيد من التحري.
وأضافت إن هذه النتائج تؤكد على أهمية البحوث المماثلة التي يقودها MCRI والتي يتم إجراؤها حاليًا في فيجي.
وقالت: “اكتشفت هذه المراجعة أن هناك عدم يقين يشوب الفوائد المحتملة لهذا التدخل على وفيات الأطفال حديثي الولادة، والقبول بالمستشفيات، والعداوى، والآثار الضارة المحتملة على الإجهاض على الرغم من الأسباب البيولوجية التي تجعل لهذا التدخل فوائد لحدوث هذه النتائج”.
“لذلك، ستساعد نتائج الدراسات مثل دراستنا الجارية في فيجي على فهم تأثير هذا التدخل على هذه النتائج بشكل أفضل “.
الدكتورة ميف هيوم نيكسون، باحثة في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال
تُعَّد دراسة Bulabula MaPei تجربةً سريريةً عشوائيةً ذات شواهد تختبر إذا ما كان الأزيثروميسين المُعطى للنساء في فترة المخاض يمنع حدوث عدوى الأمهات والرضع من عدمه.
على الصعيد العالمي، تُسبب العدوى حوالي 21 في المائة من 2.4 مليون حالة وفاة بين حديثي الولادة كل عام، و52 في المائة من إجمالي جميع وفيات الأطفال دون سن الخامسة، مع وجود لأعدادٍ غير متناسبة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
هذا وتنتشر العدوى بين الأمهات مع معدل حدوثٍ لحوالي خمسة ملايين حالة من حالات العدوى المرتبطة بالحمل كل عام أيضًا، مما يؤدي إلى عددٍ إجماليٍّ من الوفيات قدره 75.000حالة بين الأمهات.
وقالت الأستاذة في معهد MCRI، فيونا راسل، من المُرجح أن تُوجه التجارب السريرية الكبيرة في أفريقيا وآسيا، إلى جانب التجربة التي قادتها MCRI في فيجي، السياسة العالمية المتعلقة بصحة الأم والطفل، ونأمل أن تفيد الرضع والأمهات في جميع أنحاء العالم.
وأضافت “إن إعطاء الأزيثروميسين أثناء المخاض قد يكون تدخلاً رخيصًا وبسيطًا يمكن استخدامه لتحسين معدلات وفيات المواليد حديثي الولادة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، إلى جانب تعزيز خدمات صحة الأم والطفل”. وأردفتْ بالقول “ستضيف هذه الدراسة، جنبًا إلى جنب مع التجارب السريرية الكبيرة الأخرى، إلى الأدلة والبراهين لاستعراض وتدارُس الدلائل الإرشادية الدولية الجديدة لصحة الأم والطفل.”
تجدُر الإشارة هنا إلى مُساهمة باحثين من جامعة ملبورن ومستشفى الأطفال الملكي في حيثيات هذه المُراجعة.
** رابط المقال الأصلي: https://www.news-medical.net/news/20210922/Consumption-of-common-antibiotic-during-pregnancy-can-reduce-low-birth-weight-and-premature-births.aspx
تم تحديث المقال في 3 أكتوبر 2024
خريج كلية الصيدلة – جامعة الأزهر/ غزة سنة 2006، مارس العمل في عدة صيدليات خاصة، ثم اتجه إلى ممارسة الترجمة الطبية والعلمية، تعاون مع عدة مراكز ودور نشر وشركات للترجمة.