علماء كلية الطب/ جامعة فيرجينيا يتوصلون إلى طريقة محتملة للوقاية من حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية
حدد العلماء في كلية الطب/ جامعة فيرجينيا طريقة محتملة لتفادي النوبات القلبية والسكتات الدماغية عن طريق تقوية الأغطية الليفية التي تعلو لويحات التصلب العصيدي (لويْحات تصلب الشرايين) التي تتراكم بشكل طبيعي داخل الشرايين. يمكن أن تتمزق هذه الآفات الدهنية، مما يؤدي إلى حدوث جلطات دموية تسبب العجز أو الوفاة.
يكشف بحث جديد للدكتور/ جاري ك. أوينز، حائز على درجة الدكتوراة، من مختبر كلية الطب/ جامعة فيرجينيا، النِّقاب عن معلومات جديدة ومدهشة حول تكوين الأغطية الواقية التي تُشَّكلها أجسامنا فوق هذه الآفات، وحول العوامل التي تحدد ثباتها. تدعم الدراسة النتائج الحديثة التي تفيد بأن أنواعًا معينة من الالتهابات قد تساعد في الواقع على استقرار اللويحات. وقد يتمكن الأطباء يومًا ما من استخدام هذه الأفكار لتعزيز الأغطية ومنع تمزق اللويحات.
“تعيد هذه الدراسات تعريف فهمنا لكيفية تشكل الأغطية وما الذي يجعلها قوية. أنهى فريق كبير من الباحثين الموهوبين من جامعة UVA ومن الخارج هذه الدراسات، ولكنها تمت في الواقع تحت قيادة ثلاثة متدربين متميزين من مختبري، وهم المؤلفين المُشاركين: ألكسندرا نيومان [حائزة على درجة الدكتوراة] وفلاد سيربوليا [حائز على درجة الدكتوراة] وريتشارد بيليس [طبيب/حائز على درجة الدكتوراة] .”
جاري ك.أوينز، حائز على درجة الدكتوراة، مدير مركز روبرت إم. بيرن لأبحاث القلب والأوعية الدموية التابع لكلية الطب/ جامعة فيرجينيا، وعضو أقسام الفيزيولوجيا الجزيئية، والفيزياء الحيوية، والطب الباطني (قسم أمراض القلب) في كلية الطب/ جامعة فيرجينيا
فهم لويحات التصلب العصيدي
تُعَّد لويحات التصلب العصيدي غير المستقرة المسؤولة عن حدوث معظم النوبات القلبية وجزءًا كبيرًا من السكتات الدماغية، مما يجعل هذه الآفات السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم. تعمل الأغطية الواقية التي تشكلها أجسامنا فوق هذه الآفات بمثابة رقعةٍ لإطار سيارة مثلاً، مما يمنعها من التمزق وتكوين جلطة دموية كارثية، يمكنها أن تتسبب في حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية في الأوعية الدموية التي تغذي القلب أو الدماغ. لذلك، فإن تحسين فهمنا لكيفية تَشَّكُل الغطاء يُمثَّل أهمية إكلينيكية كبرى. ودوَّن باحثو UVA)) في ورقة علمية جديدة توضح النتائج التي توصلوا إليها: “على الرغم من مُضِّي عقود من البحث، لا يُعرف سوى القليل عن العوامل والآليات التي تعزز تكوين غطاء ليفي مستقر والحفاظ عليه”.
يساعد هذا العمل من أوينز وفريقه في تغيير ذلك، حيث يقدم رؤى غير متوقعة حول تركيب الأغطية ومنشأها. اعتقد العلماء أنَّ الأغطية مشتقة بشكل حصري تقريبًا من خلايا العضلات الملساء، لكن النتائج التي توصل إليها أوينز تكشف النقاب عن وجود “نسيج” من أنواع مختلفة من الخلايا. وصرَّحت نيومان: “لقد افترضنا لسنوات أن معظم خلايا الغطاء الليفي الواقية كان أصلها خلية عضلية ملساء كوْن هذا هو الشكل الذي تبدو عليه تحت المجهر” وأضافتْ: “تُظهر لنا التقنيات المتقدمة مدى ديناميكية هذه البُنية حقًا”.
وأشار بيليس إلى أنَّ “وجود أنواع متعددة من الخلايا تساهم في تشكيل الغطاء الليفي تزيد من احتمال كون هذا الهيكل المهم للغاية أكثر قوة ومقاومة لتمزق اللويحة.”
واكتشف الباحثون أن 40٪ من الخلايا الليفية في الغطاء في فئران التجارب، تأتي من مصادر أخرى غير خلايا العضلات الملساء. وفي الآفات البشرية المتقدمة، ينحدر ما يقرب من 20٪ -25 ٪ من خلايا الغطاء الليفي من مصادر أخرى. وتشمل هذه المصادر الأخرى الخلايا البطانية – الخلايا التي تبطن أوعيتنا الدموية – وخلايا مناعية تسمى البلاعم، والتي يُنظر إليها عادةً على أنها مُعززة لحدوث الالتهاب ومُزيلة لاستقرار اللويْحة، ثم خضعت لتَحوُّلات خاصة مكنتْها من أداء وظائف من شأنها أن تؤدي إلى استقرار اللويحات.
ونجح الباحثون في تقديم دليل على أن تكوين الغطاء الليفي يعتمد على إعادة البرمجة الأيضية لهذه الخلايا لأداء العمليات الضرورية لاستقرار اللويحات. وتشير النتائج إلى أن الأطباء قد يتمكنون يومًا ما من علاج الأسباب الكامنة وراء النوبات القلبية والسكتات الدماغية من خلال تعزيز هذه التحولات واكتشاف علاجات دوائية جديدة و تعديل الأنظمة الغذائية للمساعدة في ضمان أن يكون لدى المرضى أغطية مُستقرة.
“تكشف دراساتنا عن نهج جديد محتمل لتقليل احتمالية تمزق اللويحات، ويمكن استخدامه جنبًا إلى جنب مع المُعالجات الحالية التي تركز على خفض الكوليسترول ومنع تكون الجلطة “.
غاري ك. أوينز، حائز على درجة الدكتوراة
أوضح سيربوليا: “تقدم دراسة التحول النمطي (الفكري) هذه، دليلًا على الأدوار المفيدة لأنواع الخلايا الأخرى والآليات التي تقود إلى استقرار اللويحات”. وأضاف: وبالانسجام مع الدراسات السابقة من المختبر، تقدم هذه النتائج دليلاً على أن “الالتهاب، الذي يُعَّد غالبًا كبش فداء لأمراض القلب، يبدو أنه يعيد برمجة الخلايا البطانية والبلاعم للمساعدة في استقرار اللويحات”.
ومع أخذ النتائج الجديدة بعين الاعتبار مع التجارب السريرية الحديثة مثل CANTOS و TINSAL-CVD و CIRT التي أظهرت فائدة قليلة أو معدومة للعلاجات العالمية المضادة للالتهابات، يحث فريق UVA الباحثين وشركات الأدوية على إعادة التفكير في أساليبهم لمنع النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
** رابط المقال الأصلي: https://www.news-medical.net/news/20210327/UVA-scientists-identify-a-potential-way-to-prevent-heart-attacks-and-strokes.aspx
خريج كلية الصيدلة – جامعة الأزهر/ غزة سنة 2006، مارس العمل في عدة صيدليات خاصة، ثم اتجه إلى ممارسة الترجمة الطبية والعلمية، تعاون مع عدة مراكز ودور نشر وشركات للترجمة.