من الممكن أن يحسن دواء توسيليزوماب وظائف الرئة في التصلب الجهازي المبكر
توصلت دراسة جديدة إلى أن العلاج بواسطة توسيليزوماب (أكتيمرا) يمكن أن يعمل على استقرار أو تحسن وظائف الرئة لدى الأشخاص المصابين بمرض رئوي خلالي مبكر مرتبط بالتصلب الجهازي ( SSc-ILD).
سردت ورقة بحثية منشورة عبر الإنترنت بتاريخ 3 فبراير في المجلة الطبية لالتهاب المفاصل والروماتيزم نتائج التحليل البعدي لبيانات المرحلة الثالثة، لتجربة مزدوجة التعمية خاضعة للتحكم التمويهي عن دواء توسيليزوماب تحت الجلد في مرضى التصلب الجهازي وأمراض الجلد التقدمية، والتي تضمنت تصوير مقطعي فائق الدقة للصدر لتقييم مدى إصابة الرئة والتليف.
توسيليزوماب هو جسم مضاد أحادي النسيلة يستهدف الإنترلوكين -6 وهو معتمد حاليًا لعلاج الأمراض الناتجة عن اضطراب المناعة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب الشريان ذو الخلايا العملاقة، ومتلازمة إطلاق السيتوكين والتهاب مفاصل يفعي مجهول السبب.
توصلت دراستان سابقتان عن التوسيليزوماب والمرضى المصابين بالتصلب الجهازي الجلدي المنتشر المبكر إلى أن العلاج كان مصحوبًا بالحفاظ على وظائف الرئة ولكن لم يشخص ذلك التأثير باستخدام التصوير الشعاعي.
دُعي 210 شخصًا للمشاركة في التجربة focuSSced، من بينهم 136 مصابًا بمرض رئوي خلالي عند بدء التجربة ووُزع عشوائيًا 162 مجم توسيليزوماب أو علاج تمويهي بصورة أسبوعية ولمدة 48 أسبوعًا.
عند بدء التجربة كان ما يقرب من ثلاثة أرباع المصابين بمرض الرئة الخلالي يعانون من إصابة رئوية متوسطة وقد تصل إلى درجة شديدة، تظهر على هيئة عتامة الزجاج المصنفر، وعش النحل، بالإضافة إلى التشبك التليفي بنسبة 20 ٪ على الأقل من الرئة الكاملة.
أظهر المشاركون في مجموعة التوسيليزوماب انخفاضًا متوسطًا بنسبة 0.1 ٪ في السعة الحيوية القسرية (FVC) طيلة الدراسة التي استمرت 48 أسبوعًا، بينما أظهر المشاركون في مجموعة الدواء التمويهي انخفاضًا متوسطًا بنسبة 6.3 ٪.
عند التصنيف تبعًا لشدة إصابة الرئة، فإن مجموعة المصابين بمرض رئوي خفيف والمعالجين بواسطة توسيليزوماب كان لديهم انخفاض بنسبة 4.1٪ في السعة الحيوية القسرية، مقارنةً مع انخفاض بنسبة 10٪ في مجموعة العلاج التمويهي. أما المصابون بدرجة معتدلة في مجموعة العلاج لديهم زيادة بنسبة 0.7 ٪ في السعة الحيوية القسرية، مقارنةً مع انخفاض بنسبة 5.7 ٪ في مجموعة العلاج التمويهي، بينما المصابون بدرجة شديدة في مجموعة العلاج لديهم زيادة بنسبة 2.1 ٪ في السعة الحيوية القسرية، مقارنةً مع انخفاض بنسبة 6.7 ٪ في مجموعة العلاج التمويهي.
أظهر المشاركون المعالجون بواسطة توسيليزوماب أيضًا تحسنًا هامًا إحصائيًا بنسبة 1.8 ٪ في حجم إصابة الرئة، والذي لوحظ إلى حد كبير في المشاركين الذين عانوا من إصابة رئوية أكثر انتشارًا منذ بدء التجربة. حيث أن المصابين بأكثر من 20 ٪ من رئتهم أصبح لديهم انخفاض كبير بنسبة 4.9 ٪ في منطقة الرئة المصابة، بينما أظهر المشاركون في مجموعة العلاج التمويهيي زيادة ملحوظة في التليف.
كتب ديفيد روفيه، الحاصل على دكتوراه، المؤلف الأول لبرنامج تصلب الجلد الخاص بجامعة ميشيغان، وزملاؤه أن معظم المرضى المصابين بالتصلب الجهازي سينتهي بهم الأمر بالإصابة بمرض رئوي خلالي – خاصةً أولئك الذين يعانون من التصلب الجهازي الجلدي المنتشر المبكر والعلامات المرتفعة مثل البروتين التفاعلي C.
كما كتب المؤلفون: “المرضى الذين يعانون من هذه السمات عالية الخطورة، وخاصة مرضى المرحلة الأولية من تطور المرض، يمثلون هدفًا هامًا للتدخل المبكر لأن المرض الرئوي الخلالي متعذر العكس إلى حد كبير في حالات التصلب الجهازي”.
قد لا يمكن تعميم النتائج الصادرة عن مجموعة محددة من المرضى.
وتحدثت لوريندا تشونج، الحاصلة على دكتوراه في مقابلة تعليقًا على النتائج الصادرة من جامعة ستانفورد (كاليفورنيا) إن الدراسة أظهرت بالتصوير الإشعاعي أن التوسيليزوماب يمكنه منع تقدم المرض الرئوي الخلالي في حالات مرضى التصلب الجهازي الجلدي المنتشر المبكر المصابين بدرجة خفيفة وحتى درجة شديدة كما يمكنه تقليل دلائل المرض الجلدي النشط، بالإضافة إلى العلامات الالتهابية المرتفعة.
قالت تشونغ: “كانت هذه مجموعة محددة جدًا من المرضى الذين دُققت نتائجهم في التجربة السريرية focuSSced، وقد قيم ذلك البحث جزء من هؤلاء المرضى فقط”. “قد لا تكون النتائج قابلة للتعميم على جميع حالات المرض الرئوي الخلالي المبكر المرتبط بالتصلب الجهازي الجلدي وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات”.
اقترح المؤلفون أن المرضى المصابين بمرض جلدي تقدمي وارتفاع مؤشرات المرحلة الحادة يمكنهم تمثيل مجموعة المرحلة الالتهابية المناعية للمرض بدلاً من المرحلة التليفية المتقدمة، وهذا قد يكون “فرصة علاجية للحفاظ على وظائف الرئة”.
كما لاحظت تشونغ أن تحسن المرض في التصوير الإشعاعي بسبب علاج التوسيليزوماب كان أكبر في المشاركين الذين ظهر لديهم المرض بصورة كبيرة إشعاعيًا عند بدء التجربة.
وقالت: “قد يعكس هذا تأثير التوسيليزوماب على تقليل الالتهاب، لكننا لم نوفر البيانات المتعلقة بتأثيرات التوسيليزوماب على المكونات الفردية من الناحية الـكمية للمرض الرئوي الخلالي QILD: (إجمالي عتامة الزجاج المصنفر، وعش النحل، والتشبك التليفي)”.
أشار مؤلفو الدراسة أيضًا إلى فائدة فحص المرضى بالتصوير المقطعي المحوسب عالي الدقة للصدر للكشف عن العلامات المبكرة لـلمرض الرئوي الخلالي.
“تُظهر بياناتنا أهمية القيام بالتصوير المقطعي المحوسب عالي الدقة في وقت التشخيص، كما أضافوا أن اختبارات وظائف الرئة (PFTs) ليست حساسة بدرجة كافية لتقييم وجود المرض الرئوي الخلالي بدقة وقد يؤدي التأخير في بدء العلاج إلى مرض متعذر العكس”.
وصف المؤلفون النتائج بأنها “محدثة للفرضيات” نظرًا لطبيعة التحليل البعدي، وقالوا أن السعة الحيوية القسرية كانت مقياسًا غير مباشر لخصائص مقاومة تدفق الهواء في الرئة، وللجوانب الأخرى لـلتصلب الجهازي الجلدي – مثل تصلب الصدر – الذي قد يسبب تقييد حركة القفص الصدري.
مولت المعاهد الوطنية للصحة اثنين من المؤلفين. كما أعلن ستة مؤلفين عن منح وتمويل وأنواع أخرى من الدعم تابعة لقطاع الأدوية، بما في ذلك شركة Roche، التي رعت تجربة focuSSced الأصلية.
ظهر هذا المقال في الأصل على موقع MDedge.com، وهو جزء من شبكة Medscape Professional Network.
مترجم عن: https://www.medscape.com/viewarticle/946142#vp_1
بيانكا نوغرادي
19 فبراير 2021
صيدلانية خريجة كلية الصيدلة جامعة المنصورة-مصر 2009، حاصلة على البورد الأمريكي في العلاج الدوائي.