الوقت المقدر للقراءة 2 دقيقة

قَضِيَّـة الأدْويَّـة المَفْقُـودَة

قَضِيَّـة الأدْويَّـة المَفْقُـودَة
عدد كلمات المقال: 540 كلمة

 لا يتم تسجيل خُمس الأدوية التي يتم توفيرها للمستشفيات العامة ضمن السجلات الطبية ما يُثبت إعطاؤها للمرضى.

فوفقًا لبحثٍ نُشر الأسبوع الماضي في المجلة الطبية الأسترالية، يختفي من واحد من كل خمسة أدوية تقريبًا، أو ما نسبته 19.2٪ من الأدوية الطبية التي يتم توفيرها لمستشفيات ملبورن العامة.

واستعرض الباحثون سجِّلات الأدوية المُوَّرَدة إلى أجنحة مُحددة في أربعة مستشفيات في ملبورن (وتتضمن كلاً من أوستن، وبوكس هيل، وفوتسكراي، وفرانكستون)، وقارنوا هذه البيانات مع سجلات الأدوية المُعْطاة للمرضى.

ويقول مُعِّد (مُؤلف) الدراسة الرئيسي الأستاذ الدكتور ديفيد تايلور، الذي تقاعد مؤخرًا من الإشراف على أبحاث طب الطوارئ في دائرة صحة أوستن:” إنَّ سبب اختيارنا للمستشفيات الأربعة امتلاكُ كلٌ منها نظامًا إلكترونيًا لتسليم الأدوية ونظامَ إعطاءٍ إلكترونيٍّ لها للمرضى”.

وليس هذا هو الحال بالنسبة للعديد من المستشفيات الأخرى.

ويُضيف تايلور “إذا لم يكن لديك إذن بالوصول إلى التسليم الإلكتروني والإعطاء الإلكتروني للأدوية، فلا يمكنك إجراء عمليات تدقيق على نطاقٍ واسعٍ لمعرفة كميات الأدوية بالضبط التي لم يتم احتساب مصيرها. وتقوم المستشفيات بذلك الشيء بشكل روتيني، لا سيما مع الأدوية المُراقَبَة مثل الأوكسيكودون، لكنها عمليةٌ مملة للغاية”.

وحتى مع المواءمة مع كلا النظامين الإلكترونيين، فمن الصعب تحديد مقدار الفروقات بين الأدوية التي تم توفيرها وتلك التي تم إعطاؤها – بسبب أخطاء الأنظمة، ولكوْن طاقم المستشفى غالبًا ما يصف نصف الجرعات أو ربعها.

وتعتمد الفُروق بين أرقام الأدوية المُوَّردة والمُتناوَلة على الدواء وجناح المرضى. بشكل عام، لم يتم تسجيل 19.2٪ من الأدوية المُوَّرَدة لهذه الأجنحة على أنها مُستهلكة من قبل المرضى. شكلت المضادات الحيوية التي تُؤخَذ عن طريق الفم أكبر تناقُص، حيث لم يتم تسجيل ما نسبته 86.8 ٪ من الفينوكسي ميثيل بنسلين المطلوب صرفه على أنه قد تم تناوله. وكانت الفُروقات أكبر بشكل عام فيما يتعلق بالأدوية الفموية والأدوية غير المُراقَبة وفي أقسام الطوارئ.

وفي المُجمَل، قَدَّر الباحثون أنَّ قيمة الأدوية التي لم يتم احتسابها بلغت 27800 دولار – على الرغم من وجوب التنويه إلى ضآلة هذا المبلغ بالنسبة للتكاليف الإجمالية للأدوية في المستشفيات.

ويُصرح تايلور: “لم نبتكر هذا عن عَمَد لمعرفة مكان استهلاك هذه الأدوية وسبب وجود الفروقات”. ويضيف “هذا نوع مختلف تمامًا من منهجية البحث، ومشكلة مُعقَّدة تمامًا. لكن أعتقد أن هذا يجب أن يحدث “.

وسرد الباحثون عددًا من الأسباب المُحتملة لهذه الأدوية المفقودة في الورقة البحثية، واقترحوا وجوب استقصاء كلٍ منها.

وتشمل هذه الأسباب السرقة، والعلاج الذاتي من قبل الطاقم الطبي، ونقل الأدوية والمرضى بين الأجنحة بعد ساعات (خاصةً من أقسام الطوارئ إلى أجنحة أخرى)، وعدم توثيق الأدوية.

ويأمل تايلور في أن تعتمد المزيد من المستشفيات أنظمة تسليم وإعطاء إلكترونية موثوقة للأدوية، مما يسهل تتَبُّع هذه النواقص.

ويضيف: “أماكن مثل مجموعة بونينجس للأدوات المنزلية Bunnings تفعل هذا طوال الوقت”.

ويستطرد بالقول “لنَقُل أنني اشتريت جاروفًا. يتم تسجيل ذلك في جانب تصريف الأشياء بطريقةٍ عمَليةٍ: لقد ذهبتُ إلى آلة تسجيل المدفوعات ودفعتُ النقود مقابل الجاروف – لقد سجَلتْ الآلة أنَّ الجاروف قد نفد من متجر Bunnings، وبالتالي سيكون هناك طلب تلقائي لجاروفٍ آخر للتعويض عن ذلك الذي اشتريته.

“هذا ما يجب أن نكون قادرين على القيام به [في المستشفيات]، خاصة في حالة الأدوية – لأن هناك مُلابَسَات لفقدان الأدوية.”

كما ستسمح الإدارة الإلكترونية الأفضل حالاً للباحثين بتحديد ما إذا كانت هذه الفُروقات أو النواقص ستظهر في أماكن أخرى في فيكتوريا، وفي أماكن أخرى في أستراليا.

ويقول تايلور: “إذا تمَّكنَا من جعل أنظمتنا الإلكترونية دقيقة تمامًا وحصلنا على بياناتٍ مُتكررَّةٍ ودقيقة، فسنكون قادرين على تحديد حجم المشكلة”.

**رابط المقال الأصلي: https://cosmosmagazine.com/health/medicine/missing-medications-hospital-unaccounted/

سعد شبير

خريج كلية الصيدلة - جامعة الأزهر/ غزة سنة 2006، مارس العمل في عدة صيدليات خاصة، ثم اتجه إلى ممارسة الترجمة الطبية والعلمية، تعاون مع عدة مراكز ودور نشر وشركات للترجمة.