الوقت المقدر للقراءة 2 دقيقة

تقَدُمَـان ثَوْريَـان في أبحَـاث الحَبْـل الشَّوْكِي

تقَدُمَـان ثَوْريَـان في أبحَـاث الحَبْـل الشَّوْكِي
عدد كلمات المقال: 570 كلمة

علاجات جديدة يمكنها التغلب على الشلل.

تتسارع الأبحاث حول علاج الشلل، حيث أشارت دراستان منشورتان للتو عن علاجات للحبل الشوكي يمكنها استعادة الوظيفة الحركية بنجاح.

وأعلنت الدراسة الأولى، التي نُشرت في مجلة Nature Medicine ، عن نجاح علاج التحفيز الكهربائي الشخصي في ثلاثة مرضى يعانون من شلل ناتج عن إصابات في النخاع الشوكي.

وظهرت قدرة التحفيز الكهربائي على استعادة بعض وظائف العضلات بعد إصابات الحبل الشوكي. وعلى وجه التحديد، يمكن للتحفيز الكهربائي في أسفل العمود الفقري، أو التحفيز الكهربائي فوق الجافية (EES)، أنْ يُعيد حركات المثانة من جديد، وحتى قُدرة بعض المرضى الذين يعانون من شلل كامل سابقًا على السيْر.

قام هذا الفريق العالمي من الباحثين، ومقره في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا، بتطوير قطب كهربائي على هيئة مِجداف (صفيحة عريضة) يعمل على تحسين تقنية التحفيز الكهربائي فوق الجافية EES)) هذه.

وبدلاً من استهداف العمود الفقري الظهري، كما في التحفيز الكهربائي فوق الجافية الآنف ذكره، تم تصميم الصفيحة العريضة لتحفيز جميع الأعصاب المرتبطة بوظيفة الساق والجذع.

وقام الباحثون بربط هذا مع البرامج المُصَّممَة لهذا الغرض والتي تحدد الوضع الدقيق للصفيحة العريضة الموضوعة في كل مريض، ومقدار التحفيز الكهربائي المطلوب لأنشطة محددة.

وعند اختباره على ثلاثة مرضى ذكور مصابين بالشلل الحِّسي الحَركي الكامل، وتتراوح أعمارهم بين 29 و 41 عامًا، أمكن للصفيحة العريضة استعادة الوظيفة الحركية بسرعة.

وفي غضون يوم واحد من التحفيز الكهربائي فوق الجافية، تمكن كل مريض من المشي والسباحة أو ركوب الدراجة.

واستنتج الباحثون في الورقة البحثية “أنَّ هذا التعافي، إلى جانب النتائج السابقة التي توصلنا إليها في الأشخاص الذين يعانون من إصابات النخاع الشوكي غير الكاملة، يفتح مسارًا واقعيًا لنشر العلاج الذي من شأنه التوسُّط في تحسيناتٍ ذاتَ مَغزَى سريريًا في الأشخاص الذين يُعانون من خطورة اصابات النخاع الشوكي على نطاقٍ واسعٍ”.

وذكر الباحثون أنَّ كوْن الطريقة والبرامج مُخَصَصَّة للغاية، فإنَّ توسيع نطاقها للمرضى الآخرين سيحتاج إلى برامج الذكاء الاصطناعي وبرامج التعلم الآلي لمساعدة جراحي الأعصاب واختصاصيي التحفيز الكهربائي فوق الجافية.

وفي دراسةٍ ثانيةٍ غير ذات صلة، قام فريقٌ من الباحثين بتنمية (إنبات) أنسجة الحبل الشوكي للإنسان، والتي – عند زرعها في الحيوانات – يمكن أن تُعيد السيْر بنجاح في 80٪ من الأشخاص.

ويوضِّح البروفيسور تال دفير، عالم التكنولوجيا الحيوية في (*إحدى جامعات فلسطين المُحتلة*)، ومؤلف في إحدى الأوراق البحثية التي تصف البحث، التي نُشر في دورية Advanced Science “تعتمد تقنيتنا على أخذ خزعة صغيرة من نسيج دهون البطن من المريض”.

ويُضيف “هذا النسيج، مثل جميع الأنسجة التي في أجسامنا، يتكون من خلايا مع نسيج رئيسي خارج الخلية (تشتمل على مواد مثل الكولاجين والسكريات). بعد فصل الخلايا عن النسيج الرئيسي خارج الخلية، استخدمنا الهندسة الوراثية لإعادة برمجة الخلايا، وإعادتها إلى حالة تُشبه الخلايا الجِّذعيَّة الجَنينيَّة – أي الخلايا القادرة على النمو إلى أيِّ نوعٍ من الخلايا الموجودة في الجسم. “

وصنَّع الباحثون هيدروجِل (هُلام مائي، جِل مائي) من النسيج الرئيسي خارج الخلية، المصنوع من نسيج بشري، والذي لن يُثير أي استجابة مناعية عند استخدامه.

ويقول دفير: “غَلفْنَا بعد ذلك الخلايا الجذعية بالهيدروجيل، وفي عملية تُحاكي التطوُّر الجَنيني للحَبل الشَّوكي، حوَّلنا الخلايا إلى غَرْساتٍ ثُلاثية الأبعاد لشبكاتٍ عصبيةٍ تحتوي على الخلايا العصبية الحركية”.

واختبر الباحث هذا النسيج في كلٍ من الحيوانات المُصابة بالشلل الحاد (المُسبَّب حديثًا)، والحيوانات المُصابة بالشلل المُزمن (ما يُعادل عام من حياة الإنسان). وأمكن تعافى 100٪ من الحيوانات بما يكفي للسيْر مرة أخرى مع إعادة التأهيل في المجموعة الحادة ، في حين أن 80٪ من الحيوانات المصابة بالشلل المزمن أمكنها السيْر.

ويُضيف دفير:”نأمل أن نصل إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر في غضون السنوات القليلة المقبلة، وإعادة هؤلاء المرضى للوقوف على أقدامهم من جديد في نهاية المطاف”.

*تعديل بمعرفة المترجم.

**رابط المقال الأصلي: https://cosmosmagazine.com/health/medicine/spinal-cord-treatments-breakthroughs-paralysis/

سعد شبير

خريج كلية الصيدلة - جامعة الأزهر/ غزة سنة 2006، مارس العمل في عدة صيدليات خاصة، ثم اتجه إلى ممارسة الترجمة الطبية والعلمية، تعاون مع عدة مراكز ودور نشر وشركات للترجمة.